لا زلت أتذكر جيدا، تلك الأمسية الشعرية التي حضرتها قبل أكثر من 10 سنوات، للشاعر الأمير بدر عبدالمحسن، ونظمها النادي الأهلي، بمسرح جامعة الملك عبدالعزيز.
الأمسية الخضراء، وشاعرها الأكثر اخضرارا، كانت في نهايتها مساحة زمنية واسعة لأسئلة الجمهور، والغريب في الموضوع أن أغلب الأسئلة الكثيرة تلك لم تكن عن تجربة بدر الشعرية، ولا عنه كإنسان، بل كان أغلب الجمهور يسألونه عن طلال مداح.
الذي جعلهم يسألونه عن طلال هو معرفتهم بعمق العلاقة الإبداعية بينهما، طوال مسيرة تعاون قاربت نصف القرن.
الذي أدهش الجميع هو أن الأمير بدر استرسل بحميمية في الحديث عن إنسانية طلال، وهو يروي عن ذلك المحتاج الذي طرق باب طلال، ولم يكن لدى طلال مبالغ نقدية حينها، الأمر الذي جعله يمنحه جزءا من مجوهرات زوجته، مختتما بدر القصة بسؤاله للجمهور قائلا: بالله عليكم، من منا سيتبرع بمجوهرات زوجته لمحتاج غير طلال؟!
هذه القصة، وغيرها كُثر ذكرها بدر في الأمسية عن إنسانية طلال، ليست قصصا عابرة، في مسيرة فنان اهتز لأغانيه وجدان العالم العربي، من المنامة حتى الرباط.
سؤال المقال باختصار: من يؤرشف لذكريات طلال، ومن يكتب مذكراته، ومن يقرأ زمنه وفنه وحياته واختلافه؟