نائب المستقبل يؤكد أن ترشيح عون أفقده صفة التوافق مصرع 3 من جنود حزب الله في اشتباكات بالقلمون
تحفظ نائب تيار المستقبل اللبناني عاطف مجدلاني على دعوة أمين عام حزب الله إلى إجراء حوار سياسي شامل، مشيراً إلى أن تيار 14 آذار دأب دوماً على توجيه الدعوة إلى الحوار، دون أن يجد ذلك صدى إيجابياً، وقال في تصريحات إلى الوطن: هناك شكوك وعلامات استفهام حول جدية دعوة نصر الله إلى الحوار في ظل السياسة التي يتبعها حزب الله ومستمر بها ولم يغير فيها أي حرف، حتى من خلال ترشيحه لعون، وكأنه يقول اذهبوا وتفاوضوا معه. وبصورة رسمية لم يصدر موقف رسمي لتيار المستقبل في هذا الخصوص بعد، لكن نعتقد أن ترشيح عون بواسطة حزب الله أفقده صفقة التوافق، لأنه أصبح مرشحاً حزبياً.
ومضى قائلاً: سمعنا دعوة إلى الحوار، ولا نعلم بعد ما إذا كان نصر الله فعلاً مقتنعاً بالحوار، ونحن في انتظار معرفة آلية الحوار، ومن أين سوف ينطلق، لأن مبادرة الرئيس سعد الحريري تبدأ من التفاهم على رئيس توافقي للجمهورية، ومن ثم ننتقل إلى استراتيجية دفاعية تحمي الحدود بالاتجاهين، ثم إجراء انتخابات نيابية وانتظام عمل المؤسسات والاهتمام بكل المشكلات التي تعترض لبنان، وفي مقدمتها مشكلة النازحين، فنحن ما زلنا في انتظار الموافقة على هذه المبادرة أو إبداء الرأي فيها.
ورأى مجدلاني أن إعلان حزب الله عن ترشيحه لعون يمكن أن يؤدي إلى حل مشكلة الشغور الرئاسي، وتابع: هذه الخطوة يمكن أن تكون إيجابية في حال نزل نواب الحزب في التاسع عشر من الشهر الجاري إلى المجلس النيابي وقبلوا بالتنافس الديمقراطي ضمن الهيئة العامة، ووفروا النصاب القانوني للجلسة، فالحزب بذلك يكون منسجماً مع نفسه في عملية ترشيحه لعون، وفي حال عدم حصول ذلك تبقى المسألة ضمن المناورة لا أكثر ولا أقل. وعموماً فإن نوايا حزب الله سوف تتكشف في ذلك التاريخ.
من جهة أخرى، كشف مصدر مطلع عن مقتل 3 من جنود حزب الله في مناوشات محدودة دارت فجر أمس في منطقة القلمون، مشيراً إلى أن الحزب الطائفي تكتم كعادته على تلك الأنباء. وأضاف مدير المركز الإعلامي عامر القلموني أن مقاتلين تابعين للمقاومة السورية اشتبكوا مع مقاتلي حزب الله في المنطقة، حيث وقع تبادل محدود لإطلاق النار بين الجانبين استمر لمدة نصف ساعة، مما أدى إلى مقتل 3 عناصر وإصابة عنصرين آخرين، قبل أن ينسحب الثوار إلى مواقعهم. وأضاف في تصريحات إلى الوطن: أصبح تساقط جنود الحزب المذهبي أمراً مألوفاً، حيث يتهاوون عند أبسط اشتباك، مما يدل على أنهم مجرد فتية أحداث في السن، يفتقدون التدريب العسكري اللازم، وهذا يبرز بدوره الأزمة التي يعيشها الحزب، حيث يفتقر إلى المقاتلين المهرة، بسبب رفض كثير من المقاتلين الذهاب إلى مناطق العمليات.
وتابع القلموني بقوله: في كل يوم تتعقد أوضاع الحزب أكثر فأكثر، لأن فاتورة الانغماس في المستنقع السوري باتت أكبر من طاقة الحزب على الاحتمال، لا سيما في ظل انشغال الممول الإيراني بمشكلاته الاقتصادية التي نجمت عن الحصار الدولي، مما تسبب في انحسار التمويل، إضافة إلى توقف الدعم الذي كان يأتي عن طريق الاستثمارات في دول الخليج العربي. لذلك بات مرتزقة الحزب يحجمون عن الذهاب إلى مناطق العمليات بسبب عدم وجود المحفز المالي. وقد حاول الحزب بطرق كثيرة الخروج من هذا المأزق، تارة عن طريق زج الجيش اللبناني في مواجهة عسكرية مع الثوار على الحدود، وقد فشل هذا المخطط حتى الآن. كما أن محاولة إثارة الحماس المذهبي في نفوس الشباب، عن طريق الزعم بأن القتال في سورية يستهدف حماية المقدسات الشيعية، صارت لا تؤدي إلى نتيجة بسبب انكشاف هذه الكذبة التي لم تعد تنطلي عليهم.