الرياض: رويترز

اقتراب كأس آسيا يمنح المنتخبات فرصة ذهبية للتحضيرات

ستضع الدول الخليجية كل خلافاتها السياسية جانبا وسيكون التركيز على أرضية الملعب فقط استعدادا لانطلاق كأس الخليج لكرة القدم في الرياض غدا.
وكأس الخليج واحدة من أقدم المسابقات الإقليمية في العالم ويستطيع منظموها الفخر بأنها تقام بلا انقطاع تقريبا منذ 1970 لكن خطر الخلافات أحاط بها على نطاق واسع مع تزايد الاضطرابات في المنطقة.
وكانت نسخة هذا العام - التي جرى تقديمها من الموعد التقليدي في يناير من أجل عدم التعارض مع كأس آسيا - من المقرر أن تقام في البصرة لكنها سحبت من العراق في العام الماضي مع تدهور الوضع الأمني واستمرار الحظر المفروض من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على اللعب هناك.
ورغم غضب العراق من نقل البطولة إلا أنه سيكون موجودا للمرة 11 بينما وضعت السعودية والإمارات والبحرين خلافاتها السياسية مع قطر جانبا وسيكون التركيز على كرة القدم حتى النهائي بإستاد الملك فهد الدولي في 26 نوفمبر.
وسيكون الاحتفال المبهج بكرة القدم في الرياض أشبه ببرهان على قوة الرياضة أمام السياسة.
ولا يزال الجدل مستمرا بشأن إدراج البطولة الخليجية ضمن جدول مسابقات الفيفا الذي لا يزال يعتبر مبارياتها ودية حتى الآن، لكن الاهتمام واسع النطاق بالمسابقة الإقليمية بقي في تزايد.
وباعت السعودية حقوق بث كأس الخليج التي تتكون من 16 مباراة مقابل ما يزيد على 35 مليون دولار وفقا لتقارير إعلامية وهو ما يعكس شعبية بطولة بدأت بمشاركة 4 دول فقط قبل 44 عاما ويستطيع المشجعون الآن متابعتها عبر تطبيق على الهواتف المحمولة.
وفي المعتاد يتسبب الإخفاق في كأس الخليج في فقدان المدربين لوظائفهم لكن مع اقتراب كأس آسيا بأستراليا في يناير بمشاركة 7 من المنتخبات الثمانية فستمثل البطولة الإقليمية فرصة ذهبية للاستعداد بجدية. وستتطلع السعودية الدولة المضيفة لبداية مثالية في المباراة الافتتاحية أمام قطر التي تستمتع بمسيرة جيدة أخيرا تحت قيادة مدربها الجزائري جمال بلماضي.
وفازت السعودية باللقب 3 مرات آخرها في الكويت قبل 10 سنوات ولم تتوج مطلقا منذ تحولت البطولة لنظام المجموعتين بدءا من خليجي 17.
وخسرت السعودية في النهائي عامي 2009 و2010 أمام عمان والكويت على الترتيب لكن جماهيرها الضخمة المتوقع أن تملأ مدرجات إستاد الملك فهد الدولي لن تتسامح مع نتيجة مماثلة مجددا.
وصنع المدرب مهدي علي فريقا يستحق الثقة للإمارات وقادها لإحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخها في 2013 بالبحرين وسيأمل في بطولة ناجحة أخرى قبل كأس آسيا.
لكن سيتعين على مدرب الإمارات أولا إصلاح مشكلة التهديف بعد أن سجل حامل اللقب هدفا وحيدا في آخر 5 مباريات ودية منذ أغسطس.
أما الكويت صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الخليجي 10 مرات فإن مستواها المتذبذب يوحي بأن مشوارها في الرياض لن يكون مفروشا بالورود.
وتعاقدت الكويت مع المدرب البرازيلي جورفان فييرا صاحب الخبرة الكبيرة في المنطقة أملا أن يكون ملهمها مثلما فعل مع العراق حين قاده لإحراز لقب كأس آسيا على نحو مفاجئ في 2007.
لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، ويعاني فييرا من ضغوط ضخمة مع تطلع الكويت لبلوغ الدور قبل النهائي على الأقل في الرياض. وستواصل عمان بطلة 2009 مسيرتها مع المدرب الفرنسي بول لوجوين الموجود في منصبه منذ 2011 بينما ستتطلع البحرين التي لم يسبق لها إحراز اللقب لمفاجأة بقيادة مدربها العراقي الجديد عدنان حمد وبتشكيلة أغلبها من الشبان. ووقع حكيم شاكر هذا الشهر عقدا طويل الأمد ليبقى مدربا للعراق حتى 2017 ولن تمثل الاستعدادات المضطربة لأسود الرافدين مشكلة أمام المدرب الذي كان على أعتاب منح بلاده لقبها الأول في كأس الخليج منذ 1988 في ظروف مشابهة في العام الماضي في البحرين.
وسيكون مجرد تجنب الخسارة في المجموعة الأولى نتيجة جيدة لليمن الذي لم يحقق أي انتصار في 21 مباراة على مدار مشاركاته الست السابقة في كأس الخليج.
ويفكر القطريون في كيفية تعويض المدرب بلماضي غياب ثنائي الهجوم سيباستيان سوريا وخلفان إبراهيم المصاب، لكن العنابي سيظل مرشحا لمرافقة السعودية إلى قبل النهائي من المجموعة الأولى رغم أن سجله أمام منتخب البحرين منافسه الأقوى على التأهل لا يتضمن أي انتصار لا وديا ولا رسميا منذ ما يزيد على 10 سنوات.