من أكثر الأشياء التي تؤلمني، هي نظرة انكسار في عين أب أو أم، كان أحد أبنائهما سببا فيها.
ونحن في عصر الانفتاح والمطالبة بالحقوق، كثرت الدعاوى التي تقام على الآباء، وبالذات من قبل الفتيات، بمسببات كثيرة كالعضل والابتزاز المالي والممانعة في التعليم والسفر..إلخ من القضايا التي تشهدها المحاكم، ولعل الفتيات استسهلن جانب مقاضاة الأب وإرغامه على الرضوخ بقوة القانون، نظرا لسهولة الوصول إلى الجهات المعنية المسؤولة، أو لعل الأكثرية مهووسة بما يرافق الحديث عن الحقوق من مفردات قوية كالأخذ والانتزاع، حتى قيل إن الحقوق تؤخذ ولا تعطى، لكن ما المانع في أن نطلب هذه الحقوق برفق ولين وتحبب وإيضاح، وأن تعطى لنا بود ورغبة ورضا؟ إذا كان الطالب ابنا والمعطي والدا طعن به العمر، وتصرمت كل آماله إلا من ابن بار أو بنت عطوف؟
فإذا كنا نصم بالجحود والنكران من نسدي له صنيعا، يتناساه وقت حاجتنا له، ولا يقيم له وزنا، ونتألم لنكرانه الجميل، فبماذا سيشعر الأب الذي أفنى أيام عمره وقوة شبابه في العمل والإنفاق على أولاده، وهو سعيد بهم وبإنجازاتهم، حتى إذا شبوا عن الطوق التفوا عليه ينهشون يده التي أحسنت إليهم، متحولين إلى أعداء ألداء؟
رفقا بالآباء، وتخيروا أخف الطرق وأيسرها لأخذ الحقوق منهم، أو إلزامهم بالواجبات.