رصاصة أتت من الخلف أرادت أن تضرب الوطن في مقتل. محاولة غادرة جبانة، تنم عن ضعف حيلة وعجز، وتكشف عن نوايا خبيثة بحتة. هذا ما يمكن وصف به الاعتداء الإرهابي على أبناء الوطن في حادثة الأحساء. رصاصة غدر ذلك العمل الإرهابي أرادت تمزيق نسيج المجتمع المترابط، أرادت خلق أزمة في مجتمع مترابط الأجزاء يشد بعضه بعضا وينعم بدفء حضن الوطن الذي يجمعه.
رحم الله أبناء الوطن من المدنيين والعسكريين، وشكرا لأبناء الوطن كافة من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، الذين هبوا هبة رجل واحد للمطالبة بحق الوطن من مجرمين قاموا بما لا يقر به لا دين أو عقل أو إنسانية أو قانون.
ردة الفعل الشعبية والحكومية تجاه الحادثة الجنائية كانت رسالة إلى أولئك الذين ظنوا وخابت ظنونهم في قدرتهم على تمزيق نسيج المجتمع. رسالة مفادها أن قوة ترابط ذلك النسيج كانت أقوى من أن تمزقه رصاصة الفتنة التي أطلقتموها. أبناء الوطن بمختلف مذاهبهم الدينية اعتبروا ما حدث اعتداء وجناية في حقهم. هي هزيمة عظمى لأولئك الذين كرسوا منابرهم وأنفسهم لمحاولة خلق أزمة بين أبناء الوطن، والضربة الأعظم هي تحقيق مطالب المجتمع في الضرب بيد من حديد ومحاسبة كل من يسهم في خلق الأزمات بين أبناء الوطن.
هزيمة العازفين على وتر الطائفية لتمزيق الوطن هزيمة واضحة جلية لا غبار عليها، فقد توحد المجتمع بكافة اختلافاتهم المذهبية على جرم فعلتهم وجرم كل من أسهم وروج لمبدأ الكراهية والتفريق بين أبناء الوطن، فعندما يتعلق الأمر بوحدتنا وأمننا وحمايتنا، فلا تبرر لي سوء الأفعال بحسن نوايا من يروج للاقتتال بين أبناء البلد. من أجلنا ومن أجل أبنائنا ووطننا، أوقفوا ذلك، أوقفوا ذلك.