للأسف كلما ارتفع رتم مباريات دوري جميل تم إحباطنا بتوقف قاتل، مرة بسبب أيام الفيفا وأخرى من أجل دورة الخليج، والآن نتوقف لكأس أمم آسيا، وبحسب النظام الدولي فإنه يتم تفريغ اللاعبين الدوليين من أنديتهم للمشاركة مع منتخبات بلدانهم لمدة 14 يوما قبل بدء البطولة.
المشكلة أنها توقفات طويلة تقارب الشهر، وهذا يربك الموسم الرياضي ويضعف المستوى الفني والمنافسة والتحدي، وبالتالي نحتاج فعلا لإعادة نظر في توقيت دورة الخليج وبطولة القارة التي للأسف وضعت كي تناسب اليابان وكوريا بشكل أساس.
البطولة القارية في أميركا الجنوبية وأوروبا والكونكاكاف تقام بعد انقضاء الموسم الرياضي بينما في آسيا وأفريقيا تلعب في فصل الشتاء لتناسب الدول التي تقع جنوب خط الاستواء أو التي تطبق الموسم الكروي المماثل الذي يبدأ في فبراير وينتهي في نوفمبر.
هذه المقدمة لا يمكن أن تنسينا ما يقدمه النصر الذي أصبح متعة كرة القدم السعودية حيث أسعد جماهير الكرة المحلية والعربية أول من أمس بفوز صريح وكبير على شقيقه نادي الشباب، وبغض النظر عن النتيجة الرقمية للمباراة فإن المستوى الفني الذي يقدمه نصر كحيلان أضاف لكرة القدم السعودية جمالية أخرى للأداء الماتع الذي يفخر به كل عاشق لكرة القدم.
النصر بطل الشتاء بفارق (5) نقاط عن أقرب منافسيه، وهو النادي الأهلي الذي يمتلك هداف الدوري السوري عمر السومه الذي يعد مكسبا كبيرا و(صيدا) ثمينا لفرقة الرعب، وهو أفضل مهاجم أجنبي في تاريخ النادي الأهلي مهارة وأداء وحساسية عالية للتهديف.
نتيجة ديربي جدة بين الأهلي والاتحاد خدمت النصر في التربع على الصدارة بفارق مريح، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الأمور حسمت، أو أنها في طريقها للحسم، فالمشوار طويل جدا ولا يزال للفرق الخمسة فرص متساوية بأفضليات مختلفة لتحقيق اللقب الصعب.
لكن من المهم أن نؤكد أن أداء النصر يتميز عن بقية الفرق بالمهارة العالية والإبداع نتيجة طبيعية لقدرات اللاعبين الفردية التي تتميز عن غيرها من نجوم بقية الفرق، وبالتالي فإن تشكيلة المنتخب الأساسية التي ستلعب في أستراليا 2015 إذا لم تضم على الأقل خمسة لاعبين أساسيين أوأربعة على دكة البدلاء فبالتأكيد هناك خلل في مكان ما يجب إصلاحه.
إن الاستقرار الذي يعيشه اللاعب النصراوي يفرض على مدرب المنتخب الوطني الاستفادة القصوى من هذا الإبداع وهذه المهارة وهذا الاستقرار وهذا الانسجام لتسهل المهمة على سرعة الانسجام العام بين لاعبي المنتخب من خلال اختيار أكبر عدد من لاعبي الفريق البطل حامل لقب الدوري وكأس ولي العهد والمتصدر حتى الآن.
عودا على بدء نحتاج موسما متواصلا قدر الإمكان لعدم قتل المتعة الكروية التي تتطور مع استمرار رتم المباريات في الدوري، ولا بد من مناقشة مثل هذا الأمر في الاتحاد الآسيوي ومع مسؤولي دورة الخليج التي بالإمكان نقلها إلى يونيو خصوصا وأنها لا تتجاوز 14 يوما.