لم تكد قهوة نزاهة تبرد، حتى نسمع عن نية مؤسسة البريد عقد اجتماع لقيادييها في إمارة دبي الإماراتية لمدة يومين، وبتكلفة أولية للرحلة الميمونة قدّرت بنحو نصف مليون ريال!
الخبر تصدر الصفحة الأولى لـالوطن يوم أمس الاثنين، وفحواه أن رئيس المؤسسة الدكتور محمد بنتن، وجه ببدء إنهاء إجراءات سفر 35 قياديا في المؤسسة، للقاء بعض موظفيها العاملين في دبي. على أن تشمل التكاليف إصدار تذاكر سفر، وإقامة في فندق 5 نجوم ثلاث ليال، وحجز قاعة الاجتماعات.
لن أعتب هذه المرة على رئيس البريد، ولا على الـ35 قياديا في المؤسسة الذين يتأهبون للسفر، فقد انزعج رئيس نزاهة من مقالي السابق عن قهوة هيئته، ولا أريد تكرار تجربة العتب، لأن قلبي الرهيف لم يعد يحتمل لوما أكثر!
إنما سأستبدل العتب باقتراح أطرحه على رجل البريد الأول، وهو أن يرسل قياداته ـ ما دام ملزّم ـ إلى جنيف السويسرية، فالمثل الشعبي يقول: إذا أكلت بصل.. اشبع بصل. كما أن الطقس على ضفاف بحيرة جنيف أكثر مواءمة من أبراج دبي، مما ينعكس إيجابا على نفسية المجتمعين ونتائج اللقاء، أضف إلى ذلك أن تبرير صرف نصف مليون ريال في سويسرا أكثر منطقية وإقناعا من صرفها في بلد خليجي مجاور.
أكثر ما يحيرني هو ماذا سيكون رد البريد على خبر الوطن؟! هل ينفيه أو يبين أن هناك لبسا في الموضوع، أم يوضح أن رجالاته ذهبوا إلى دبي بحثا عن طرد ضائع لأحد العملاء. ربما يأخذها من قاصر ويقول: شي ما يخصكم؟!
أصبحت أشك أن بعض المسؤولين ما يزالون يعتقدون أن أسعار النفط ما تزال في بحر الـ140 دولارا للبرميل، ولا يعلمون عن تراجعه قبل أيام ـ ولأول مرة منذ 5 سنوات ـ إلى مستويات ما دون الـ60 دولارا، وبالتالي لا يرون حرجا في البذخ ما دام ذلك لا يخرج من جيوبهم!
ما نقول إلا الله يحلل قهوة نزاهة عند سفرة البريد!