لا يمكن لكاتب يحترم اهتمامات الجمهور وصدمة الرأي العام أن يتجاوز الظهور المثير للجدل الواسع العريض للشيخ أحمد الغامدي بجوار زوجته في برنامج بدرية. في التحليل الاجتماعي تبرهن لنا جميعاً ردة الفعل الواسعة على ظهور الشيخ بجوار زوجته أننا شعب عاشق للإثارة مثلما تبرهن لي مقولتي القديمة أنك لو...#هشتقت... قوطي على ناصية الشارع العام لسهر شعب بأكمله عليه. أنسانا فضيلة الشيخ الغامدي وزوجته تداعيات هزيمة الهلال من غريمه النصر. نسينا معه لقاء الأمير الوليد بن طلال مع علي العلياني في اللحظة نفسها. تجاوزنا معهما سهرة شعب بأكمله مع الحلقة الختامية لبرنامج أرب آيدول، وكل ما سبق، ثلاثة برامج ومناسبات جوهرية في نسب المشاهدة التلفزيونية. نعم... كانت صورة زوجة فضيلة الشيخ إلى جواره أمام بدرية صادمة مستفزة لتربية مجتمع محافظ ولكن: هي نفسها صورة زوجة إردوغان التي تظهر بجواره في المناسبات العامة. هي نفسها صورة زوجة مرسي الذي رآه متطرف سابق لابساً قميص عثمان بن عفان. هي نفسها وجه خديجة بن قنة حين تقدم حلقات البرنامج الشهير الشريعة والحياة، وحتى اللحظة ذهب إلى طاولتها اشتراطاً سبعة من طلبة العلم لدينا، مثلما هي أيضاً صورة وجه الجزائرية الشابة التي تزوجت فضيلة الشيخ الآخر، يوسف القرضاوي، ثم ظهرت على عشرات الشاشات الفضائية تتحدث عن التجربة بنفس حجاب زوجة الشيخ أحمد الغامدي حذو الشيلة بالشيلة. ستسألونني: هل أنت مع فضيلة الشيخ الغامدي في موقفه وجرأته؟ سأقول بكل وضوح: لا... وألف لا لأننا مجتمع محافظ تداخلت فيه تناقضات المواقف الفقهية مع صرامة العيب الاجتماعي، وهذه خلطة موجبة لو أنها استغلت في الاتجاه الصحيح من أجل تراثنا الأخلاقي. لكنني وبكل صراحة لا أستطيع فهم واستيعاب أن يشكل هذا المجتمع السعودي 73% من نسبة مشاهدة أحلام ونانسي في الليلة الأخيرة من أرب آيدول بحسب الإحصاء ثم يتفرغ الكل لهذه الطقطقة البذيئة على صورة زوجة فضيلة الشيخ. هذه هي ذروة النفاق المجتمعي كما شاهدت.