أشعر أن وكيل وزارة الشؤون البلدية الدكتور حبيب زين العابدين قد ملَ من كثرة ما تحدث عن قطار المشاعر الذي ثارت حوله زوبعة من النقد والمقارنات لم تهدأ حتى الآن، ولا أظنها ستهدأ ما لم يضع الدكتور زين

أشعر أن وكيل وزارة الشؤون البلدية الدكتور حبيب زين العابدين قد ملَ من كثرة ما تحدث عن قطار المشاعر الذي ثارت حوله زوبعة من النقد والمقارنات لم تهدأ حتى الآن، ولا أظنها ستهدأ ما لم يضع الدكتور زين العابدين النقاط على الحروف بوضوح لا يخالطه لبس ولا تخمين، ذلك لأن الدكتور على كثرة ما تحدث لم يقدم معلومات مقنعة حول التكلفة، وقد قرأت للدكتور حوارات وتصريحات كثيرة، وسأنقل هنا نص السؤال والإجابة كما نشرتا في – عكاظ - في منتصف رمضان الماضي، يقول السؤال:
• تداولت شرائح واسعة من المجتمع على المدونات والبريد الإلكتروني مقارنات لقطارات حول العالم نفذت بأسعار أقل من قطار المشاعر؟
وأجاب الدكتور زين العابدين قائلا: هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، ومن يملك مقارنات عن الأسعار تثبت أن تكلفة قطار المشاعر أعلى من غيره فليقدمها، أنا واثق مما أقول. ولعله من الواضح أن الدكتور لم يجب الإجابة المنتظرة فهو قال: هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، وهو بكل تأكيد قرأ المقارنات التي أشار إليها السؤال وهي كلها تثبت أن تكلفة الكيلومتر الواحد من قطار المشاعر تساوي أضعاف تكلفة الكيلومتر الواحد في دول عديدة، ومعنى هذا أن هناك مبررات منطقية (تقنية أو جغرافية أو إنشائية أو غيرها) تبرر هذا الفرق الهائل في التكلفة، وتبرر مقولة الدكتور بأن هذا غير صحيح إطلاقا، وهي مقولة أردفها بقوله: أنا واثق مما أقول، وأنا لاشك عندي أن الدكتور لا يتحدث من فراغ، لكني وغيري ممن قرأوا تلك المقارنات يريدون معلومات، بمعنى لماذا الشركة الصينية حسبت الكيلو متر من قطار المشاعر بأكثر من 350 مليون ريال بينما الشركة نفسها تنفذ مشروعا للقطار في ليبيا –مثلا – بتكلفة لا تزيد عن تسعة ملايين ريال للكيلو متر الواحد؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي لم يجب عنه الدكتور بمعلومات تفصيلية واضحة سيما أن الفرق هنا نحو أربعين ضعفا، ولابد أن هناك أسبابا تبرر هذا الفرق، والدكتور يملكها، وكثرة اللغط حول هذه النقطة الحساسة تفرض عليه إيضاحها، ومع المعلومات التي تبرر التكلفة يمكن المقارنة مع قطار دبي فهو أقرب من حيث التكلفة، ومن مصلحتنا جميعا حكومة ومواطنين أن يتم إيضاح هذه المسألة بكل المعلومات التفصيلية التي تقطع الطريق أمام أي مقارنة قد لا يعرف أصحابها الكثير من الأمور الفنية واللوجستية وغيرها التي فرضت هذه التكلفة الهائلة، والتي تتطلب توضيحا لامناص منه حرصا على سمعة بلادنا، ومرة أخرى أقول إنني أشعر أن الدكتور زين العابدين قد مل من الحديث عن هذا القطار، وأنا هنا لا أريد سوى تذكيره بأن هذه النقطة الجوهرية التي ربما فات عليه إيضاحها ستظل مثار سؤال لا يهدأ إلى أن يوضحها ويستريح.