في المرحلة المتوسطة تحديدا، وقبل ما يفوق العشرين عاما كانت هناك مجموعة من الأفلام الجهادية، والتي كانت تعرض عن أفغانستان والشيشان وكسوفو، وأناشيد حربية تبث فينا الخوف والفزع والرهبة كلما شاهدنا أسلحة الكلاشنكوف وأصوات التكبير تضج في جدران الفصل المهترء بظلال ذاك المعلم الذي انتهى به الأمر لاحقا في مصحة نفسية، وقد أُطفئت جميع المصابيح على وجوه قد اكتست الفطرة والبراءة وجناتهم.. كي نعيش حالة من الصراع الفكري الذي تزعمه معلمون اتخذوا طريق التشدد مذهبا، والجهل والتعصب طريقا.. هذا الفكر المريب ظل ينخر في جسد المواطنة الحقَّة عبر منابر المساجد، والمدارس كي ينضم إلى الصفوف للتأثير والتشكيك في فكر صغار السن، والذين قد لا يجدون فسحتهم الدراسية وهمهم اللعب، والفرح، ومشاجرات النصر والهلال، ومن يستطيع أن يركب نقلَية المدرسة أولاً.. كل ذلك بدعوى الجهاد والتكفير.
من هنا فإن البيئة المدرسية هي المنبت الأساسي لتوجيه الفكر نحو التعايش الوطني، والتحفيز المدرسي والإبداعي، وعدم المساومة على حب الوطن، ورفض الأفكار المنحرفة.. وبدلاً من هذا المنهج السوي كان منهج أولئك الذين يخرجون من مناهجهم التعليمية للمناهج الإفتائية كتحريم التلفاز لأن به موسيقى، وأن وطنهم الإسلام بدلاً من السعودية، وسيل طويل من الادعاءات المضللة والتي توافق تلك العقليات المنغلقة في محيط قرية تجمعهم القبيلة، والعادات، والتقاليد مع معلمين وافدين يحملون أفكارا تشددية معنية بالاحتلال والغزو والاستعمار أنتجت لاحقا جيلاً قاعديا لحق به جيل الدواعش!
ومن هنا بات من الواجب تضييق الدائرة على هذا الفكر الدموي الرجعي، والذي أضحى في قبضة المسؤول، بدايةً برؤية فلترية تعليميةً، ومنبرية، وتجفيف منابع تمويله، وتعريته إعلامياً عبر كل وسائل الإعلام المقروء منها والمشاهد، والمسموع، وعن طريق قنوات التواصل الاجتماعي والتي باتت إعلاما مفتوحا للجميع، وفرض عقوبات صارمة في وجه كل من يحاول تشويه الإسلام، ويعبث بأمن هذا الوطن العظيم.
ومضة:
يقول العلامة أحمد ديدات: أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل يتعصب لجهله، ويشوه بأفعاله صورة الإسلام الحقيقي ويجعل العالم يظن أنه الإسلام..