العمل، الواتس آب، مواقع التواصل الاجتماعي، الزيارات العائلية، جميعها أسباب جعلت ربات البيوت خاصة الموظفات، يعتمدن على تجميد الأطعمة، خاصة فيما يتعلق بالمأكولات التي تتطلب جهدا ووقتا في إعدادها مثل الكبة، والششبرك، وورق العنب، والمحاشي.
أم هيثم سيدة سورية اعتمدت عليها الكثير من الموظفات في إعداد تلك المأكولات، إذ تقول: أمتهن إعداد المأكولات أنا وبنات أخي؛ كي نلبي طلبات الموظفات اللائي لا تتيح أعمالهن القيام بمهام الطبخ، مشيرة إلى أن هذه المهنة أصبحت مصدر رزق لي.
وعن أسعار المأكولات المجمدة، تقول أم هيثم: يتفاوت السعر من الكبة إلى المحاشي بأنواعها حسب الكمية التي تطلبها الزبونة، وتبدأ الأسعار من 200 ريال فصاعدا، والحال يختلف مع الكبة بأنواعها سواء اللبنية، أو المقلية، أو النيئة، فسعر الحبة الواحدة ريالان.
وعن مدى قدرتها على تلبية الكم الهائل من المأكولات المجمدة، ابتسمت، وقالت: أستطيع تلبية الرغبات مهما كانت، والمساعدات التي تقدمها لي نسوة من أفراد العائلة تساعدني في هذا المجال.
أم ياسر ربة منزل ولديها خمسة من الأبناء، تقول: لم أجد مفرا من تجميد بعض الأصناف خاصة الكبة؛ لأن إعدادها يتطلب وقتا وجهدا، لا سيما أنها الطبق المفضل لزوجي، أيضا أقوم بتجميد بعض المحاشي، خاصة ورق العنب الذي يتطلب إعداده وقتا غير قليل.
وعن سبب تجميدها للأطعمة مسبقا تقول: ظروف عملي تعيقني عن دخول المطبخ، حيث أعود من الدوام منهكة، لذلك أعمل على إعداد كميات كبيرة من الطعام تغطي يومين أو ثلاثة، وفي بعض الأحيان الأسبوع، وأضعها في الثلاجة، ويقتصر دوري كل يوم على التسخين.
أما الطالبة الجامعية هناء الخالدي، فتقول: والدتي كانت في رحلة سفر مع والدي، لذلك استعنت بسيدة تعد المأكولات المجمدة، حيث ترسلها لي يوميا.
أما الأربعينية الجازي الحبلاني، فلها رأي آخر حول تجميد المأكولات، إذ تقول: زوجي يرفض تناول الأطعمة المعدة سابقا، ولطالما وصفها بالبايتة، وأخشى لو أنني قمت بتجميد بعض المأكولات التي تتطلب جهدا مضاعفا، فأدخل في دوامة الخلافات.
عملية تجهيز المواد الغذائية ثم تجميدها، تستدعي التساؤل حول المخاطر الصحية التي تنجم عن تلك الطريقة، رغم اختصارها للوقت والجهد، إذ أكدت أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من تجميد الأطعمة، فلا بد من مراعاة طريقة التجميد الصحيحة، وعدم تعرضها للحرارة خلال تجميدها، خاصة في حال انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يلحق الضرر بها.
وقالت الغامدي تحتاج ربات البيوت إلى الثقافة الصحية الخاصة بالمواد المجمدة، خاصة أن الكثير منهن يعتقدن أن درجة الحرارة المنخفضة تقتل البكتريا، وبذلك يكون الطعام صحيا، بينما لا يعلمن أن بعض أنواع البكتيريا لها قدرة على إفراز سموم، وتستطيع تحمل درجات الحرارة المنخفضة.