يوم أمس صدرت أوامر ملكية بتعيين ثمانية وزراء دفعة واحدة. جميعهم يتسنم حقيبة وزارية لأول مرة! دون أي تدوير وزاري شكلي كما يحدث في كثير من الدول، وفي هذا وغيره عدة رسائل.
الأولى: أن مصلحة الوطن تأتي أولا، فالملاحظ أن جميع المعينين يحملون سيرة عملية مشرفة، وحققوا نجاحات معتبرة في أماكن مسؤولياتهم السابقة، فمنهم من تولى إدارة جامعة، ومنهم من تولى مسؤولية مؤسسة حكومية، وهكذا دواليك.
ليؤكد هنا خادم الحرمين الشريفين أن نجاح ابن هذا البلد من الممكن أن يتواصل في موقع آخر، بعد أن يكون قدم أفضل ما لديه في موقعه السابق.
الثانية: الخروج من قوقعة التخصص الأكاديمي، والتركيز على النجاح المهني والإداري، فوزير الإعلام الجديد لا يحمل الدرجة الجامعية في الإعلام، كما أن رفيقه وزير الصحة الجديد ليس طبيبا أو صيدلانيا، وهنا مكن النجاح المتوقع، فليس بالضرورة أن يكون صاحب التخصص الفني ناجحا في إدارة مؤسسته، بل قد يكون من الأفضل أن يقود الدفة الإداري المحنك غير المتخصص؛ كي لا يقع في فخ التفاصيل الفنية، والأسوأ من ذلك مجاملة رفقاء المهنة!.
الثالثة وهي الأهم: أن مسيرة التنمية مستمرة نحو الأمام، وأن التغيير والتطوير نحو الأفضل هو ديدن هذه البلاد الفتية، بيد أن الأهم هنا أن يلتفت معالي الوزارء الجدد إلى ما يحتاجه المواطن بشكل حقيقي، وأن ينزلوا إلى الميدان للتعرف على الواقع دون تجميل أو تزويق من مديري مكاتبهم أو وكلاء وزارتهم، ممن عفى على بعضهم الزمن وأكل، وعدم تجاهل ما تم إنجازه مسبقا من مشاريع وخطط، مع ضرورة أن تحدد مقاييس محددة للأداء KPI منذ البداية، ليستطيع الوزير قياس إنتاجيته ومدى تحقيقه للأهداف بكل سهولة.
بقي أن نقول للوزراء الجدد: لقد نلتم ثقة ولي الأمر ـ حفظه الله ـ فلتنالوا ثقة أبنائه. و.. الميدان يا حميدان.