كل أسبوع أصبحت لنا قصة، تتحفنا بها وسائل التواصل.. تسلينا حينا، وتضيق صدورنا أحيانا. والأسبوع المنصرم كان أسبوع النجم حسن عسيري بلا منازع، حيث نسب إليه ديوان شعر بعنوان جسد الثقافة، عرفت من أول وهلة أنه لا يمت بصلة لحسن، حيث إني أعرف أن علاقته بكتابة الشعر مثل علاقتي أنا بتقنية النانو! ومع ذلك استمتعت بقراءة نثرات انهمرت على هاتفي من الديوان لأن الذي كتبه تعب فيه جدا حتى يظهر بهذا السخف، فأنت تحتاج إلى إعمال ذهنك كثيرا حتى تكتب الهلال هو نادي العاصمة، والكؤوس أصبحت يانعة! وهكذا أصبح المزاح في هذه الوسائل الجديدة، يكلف الكثير من الوقت والجهد، حتى يصل إلى الترند ويحقق نسب متابعة عالية، فالذي ابتدع هذا الديوان احتاج إلى أن يقوم بالكثير حيث صمم على الفوتوشوب غلافا وضع فيه صورة للعسيري اختارها بعناية، واحتاج إلى تأليف هذه المقطوعات لتظهر بهذا الشكل، ثم خصص وقتا لنشره على الوسائل المختلفة.
المثير هو آلاف التعليقات التي لم تشكك في أن الديوان المزعوم قد يكون فعلا مزعوما! بل كالوا أنواع السباب للمؤلف، ومن بينهم بعض المشاهير والعقلاء، حتى بعد أن ظهر المتهم في نشرة أخبار mbc لينفي صلته بالديوان، وقيام مكتبة العبيكان بنفي مماثل، وإلى اليوم ما زال الحديث متواصلا عن الديوان وسخافته وكاتبه.
لا يمكننا اليوم أن نوقف هذا العبث، لكن يمكننا -حتما- أن نرفع الوعي لدى الناس كي يتوقفوا طويلا أمام ما ينشر في هذه الوسائل.