عداد قتلى الطرق هو الوحيد الذي لا يتوقف إطلاقا، لا في الإجازة الصيفية ولا في أيام الدراسة..!
هذه الأيام، تعبت الصحف من كثرة تحديث أرقام وفيات المعلمات من حوادث الطرق أثناء الذهاب أو العودة من المدرسة، التي عادة ما تكون في قرى.. والسؤال: من المتسبب في وفاتهن؟ حافلات رديئة تنقلهن إلى المدارس، أم طرق سيئة مهلكة، أم آليات توزيع المعلمات عند التعيين؟
دعا قائد القوات الخاصة لأمن الطرق اللواء خالد بن نشاط القحطاني، كما نشرت الاقتصادية، إلى إعادة هيكلة منح التصاريح لسيارات نقل الركاب، وتطبيق أنظمة النقل العامة بكل صرامة، وعدم التراخي فيها، وذلك في ظل حصد الأرواح وتزايد الإصابات الناتجة عن حوادث نقل المعلمات والطالبات في الطرق، مبينا أنه لا بد من تشكيل لجنة حكومية يشترك فيها عدد من الجهات الحكومية، وفي مقدمتها وزارة النقل وإدارة المرور وأمن الطرق لإعادة بعض الأنظمة المتعلقة بالنقل، وتشمل وسائل السلامة والمعايير، التي تطبق على السائقين، بما في ذلك السجل الجنائي صحيفة السوابق للسائق، والتأكد من خلوها من القضايا الجنائية أو تعاطي المخدرات.
إلى هنا، كلام قائد قوات أمن الطرق في محله، ومطلبه منطقي.. لكن ينقصه أن يشير إلى رداءة كثير من الطرق وكثرة التحويلات دون وسائل سلامة.. ولا أظن أحدا يشك في رداءة الطرق لدينا، ولا أظن أحدا يشك في أنها أحد أسباب الحوادث حتى لو نفى مسؤولو وزارة النقل ذلك.. فالحقيقة لا تُحجب بـنفي مسؤول..!
وشخصيا أعتقد أن السيارات والطرق كلاهما من الأسباب، ويأتي معهما توزيع المعلمات.. وهذه قضية شائكة ومعقدة؛ لأني أدرك أن مسؤولي وزارة التربية والتعليم سيقولون التوزيع حسب احتياج المدن، وإلى هنا نتفق معهم لكن لماذا تُعين بنت الشمال في الجنوب بينما تُعين بنت الجنوب في الوسطى..!
ربما لا يقتنع مسؤولو وزارة التربية بأن بنت مناطق الشمال تُعين في الجنوب وبنت الشرقية تُعين في الشمال وبنت الوسطى تُعين في الشرقية.. أقول ربما وأنا متأكد أنهم لن يقتنعوا؛ لذلك أقترح على الوزارة أن تفتح صفحة على موقعها لتدون كل معلمة معلوماتها: أين تعمل ومن أي منطقة هي؟ ثم تُكشف الأرقام بلا أي تدخل..!
(بين قوسين)
إذا حددنا موطن الخلل؛ سنقضي على المشكلة.