قبل أن تزدحم الفضائيات كان للحوار ساعة يضبطها فهد السنيدي. وبعدما تزاحمت الفضائيات، ما زال السنيدي يضبط الحوار على ساعته بإتقان يزيد قيمة ساعته عاما بعد عام حتى تضاعفت 12 مرة.
بين كل ساعات الحوار كانت ساعة الدكتور فهد السنيدي من أكثرها رقيا، وكانت طاولة برنامج ساعة حوار من أكثر طاولات الحوار سخونة وأكثرها مشاهدة، حتى لو كانت على قناة المجد الفضائية التي خفت ضوؤها ولم يبق منها إلا بريق الماضي.
منذ 12 عاما والإعلامي فهد السنيدي يضبط عقارب ساعة الحوار على قناة المجد، فلم تتوقف عقارب ساعته الحوارية عن الدوران بدقةً متناهية، تلامس فيها القضايا السياسية فتستضيف الساسة، وتحرك الفكر فيحضر على طاولتها المفكرون والمثقفون، وتبحث عن شؤون الناس فتأتي بالمسؤول ليسمع، حتى كانت ساعة حوار ماركة فخمة بمعصم المجد.
خلال 12 عاما تغير الكثير على قناة المجد الفضائية. حضرت وجوه وتلاشت، ولمعت نجوم واختفت، ولم يبق من المجد إلا السنيدي يواصل التميز بـساعة حوار وصفحات من حياتي.
قناة المجد الإسلامية كانت مطلبا اجتماعيا فنجحت قديما. اليوم لم يعد لها حضور؛ لأنها لا تزال تظن أنها مطلب اجتماعي، ولم تفكر بكسب الناس، بل تتصور أن الناس سيسعون لكسبها حتى بلا برامج تستحق المشاهدة، وبلا مشاهد لا قيمة للقناة!
(بين قوسين)
لم يكن فهد السنيدي إعلاميا فقط بل كان مدربا، تتلمذ على يديه كثير من الإعلاميين والوجوه التلفزيونية، وأكاديميا يُدرس الأجيال، ومع كل تلك الأعمال لم تتوقف برامجه التلفزيونية والإذاعية، فصنع اسما يوازي قناة.