جدة: ياسر باعامر

شدد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني على حل القضية الفلسطينية شتاينماير: ما قام به الحوثيون قوض عملية التحول الديموقراطي في اليمن

استبق وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى المملكة برسائل مباشرة فيما يخص الملف السوري، وأخرى غير مباشرة في ملفات أخرى وجهها خلال مؤتمر صحفي جمعه في جدة أمس، بنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وحملت أبرز الرسائل الموجهة من الفيصل إلى صناع القرار في طهران، اتهام القوات العسكرية الإيرانية المنحازة لنظام الأسد الفاقد للشرعية بأنها محتلة وتسهم في قتل وقمع الشعب. وقال الفيصل خلال المؤتمر إن طهران تحارب تطلعات الشعب السوري، وإذا كانت تريد أن تسهم في حل المشكلة السورية، فعليها سحب قواتها، وإذا بقيت على حالها، فلا يمكن أن تلعب دورا إيجابيا، مضيفا أنه ليس هناك أي تحفظ على إيران كدولة، والتحفظ هو على سياسة إيران في المنطقة وتدخلها في شؤون الدول المجاورة.
وفي وقت يواجه فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقادات من قبل جنرالات الجيش بسبب غموض حربه تجاه داعش ، مع ضرورة الإسراع في تسليح المعارضة السورية المعتدلة؛ وجه الفيصل رسالة سعودية ضمنية، تتلخص في أن القضاء على تنظيم داعش، هو جزء من مهمة التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، مشددا على ضرورة أن لا تكون الجهود مقتصرة على مهمة محددة، بل استمرارها في إطار مؤسسي حتى القضاء على الإرهاب بشكل تام.


أبرز رسالة وجهها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إلى صناع القرار الإيرانيين في طهران، مفادها أن القوات العسكرية الإيرانية المنحازة لنظام الأسد الفاقد للشرعية – على حد وصفه- قوات محتلة للأراضي السورية وتسهم في تقتيل وتشريد وقمع الشعب السوري.
وقال الفيصل خلال مؤتمر صحفي أمس، مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير: إن طهران تحارب تطلعات الشعب السوري، وإذا كانت تريد أن تسهم في حل المشكلة السورية، فعليها سحب قواتها، وأهلاً وسهلاً بها، وإذا بقيت على حالها، فلا يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً، مضيفاً أنه ليس هناك أي تحفظ على إيران كدولة، والتحفظ على سياسة إيران في المنطقة وتدخلها في شؤون الدول المجاورة – في إشارة إلى اليمن والعراق.
وتعتبر دعوة الفيصل رؤية استباقية للزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للمملكة، الاستناد إلى إعلان جنيف1 كان من أبرز الدلالات السياسية السعودية في المباحثات المشتركة مع الألمان، المتحورة بشأن تسريع الجهود الدولية المشتركة لحل الأزمة السورية على مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سورية، وقال الفيصل: الرؤيتان السعودية والألمانية متفقتان على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به، كما لا يمكن اعتباره جزءاً من الحل، لأنه فاقد للشرعية.
لم يتوان عميد الدبلوماسيين العرب في دعوة فصائل المعارضة السورية إلى سرعة الانضمام تحت ظلال الجيش السوري الحر، باعتباره الفصيل العسكري المعتدل، الذي وافقت كل من الرياض وأنقرة على تدريب عناصره، والاستفادة من الإمكانيات التي سيتلقاها، وقال تحديداً في هذا الإطار السياسي: إن توحدكم سيزيد من عمق قدراتكم في التأثير ميدانياً على الأرض، الأمر الذي سينعكس تأثيره بشكل سياسي كبير، مؤكداً أن هدف المعارضة السورية المسلحة ليس تقسيم السيادة السورية، بقدر ما هو حفظ كرامة المواطن السوري أياً كان مذهبه أو الطائفة التي ينتمي إليها.
الأزمة السورية التي استمرت تداعياتها المعقدة منذ أربع سنوات (15 مارس 2011)، أخذت حيزاً واسعاً سواء في حديث الوزيرين وأسئلة وسائل الإعلام المحلية والدولية التي قامت بتغطية المؤتمر الصحفي المشترك بمقر وزارة الخارجية أمس بجدة، .
الملفت أن رؤية الدبلوماسية السعودية لم تتغير إزاء حالة التمدد الكبير التي تشهدها التنظيمات المسلحة الإرهابية كـداعش وغيرها من المجموعات، والتي صنفتها المملكة في خانة الإرهاب، فيما أكد الفيصل أن نظام الأسد كان سببا رئيسا في جعل الأراضي السورية وكراً للإرهاب وملاذا آمنا له يعبث بأراضيها ويهدد المنطقة والعالم تحت سمعه وبصره، على حد وصفه.
وتطرق الفيصل لنتائج المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة الذي استضافته القاهرة أول أمس، وشاركت فيه المملكة وألمانيا، مؤكداً على أن المجتمع الدولي يتحمل دائماً أعباء الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أهمية إيجاد حل نهائي عادل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في وطن مستقل وآمن وقابل للحياة.
تداعيات اجتياح أنصار الله – جماعة الحوثي- في 21 سبتمبر الماضي ألقت هي الأخرى بظلالها على مباحثات الوزيرين الفيصل وفالتر شتاينماير، فالأخير وصف ما قام به الحوثيون بأنه تقويض لعملية التحول الديمقراطي - قبل لحظات من إعلان الرئيس اليمني هادي على تكليف رئيس جديد للحكومة اليمنية - الذي قام على أساس المبادرة الخليجية لإنهاء حالة الصراع بين المكونات السياسية اليمنية.
فيما أفرد الفيصل حزمة رسائل طالت الملف اليمني، منها أن اليمن بتركيبته الجغرافية والديموجرافية لا يمكن له أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا من خلال العيش المشترك القائم على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكوناته الاجتماعية والمذهبية، دون تغليب فئة على أخرى، وهو ما أشار إليه بالآليات التنفيذية التي قدمتها المبادرة الخليجية.
كما دعا في بيانه الافتتاحي الذي تلاه كافة الأطياف السياسية والمذهبية اليمنية إلى تحكيم لغة العقل على صوت السلاح وتغليب مصلحة اليمن الوطنية كعنوان على المصالح الفئوية الضيقة، والحرص على عدم المساس بالشرعية اليمنية، والابتعاد عن خدمة مصالح الأطراف الأجنبية، التي قال عنها: إنها لا تروم الخير باليمن ولا شعبه ولا الأمة العربية.

الدلالات المشتركة بين الدبلوماسيتين السعودية والألمانية
• ضربات التحالف الدولي أوقفت تقدم الدولة الإسلامية في العراق
• لابد من استراتيجية طويلة الأمد في الحرب على داعش
• الشمولية في محاربة الإرهاب
• القضاء على الإرهاب الدولي يحتاج إلى عمل مؤسسي
• تقويض عملية التحول الديموقراطي في اليمن
• لا يمكن لليمن أن ينعم بالاستقرار إلا بالعيش المشترك
• لا يمكن الوثوق بنظام بشار الأسد
• تسريع الخطوات الدولية بشأن تعيين هيئة انتقالية للحكم في سورية وفقاً لجنيف 1
• من المهم إيجاد حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي