في المدارس الأهلية.. ابحث عن المستفيدين من سوء حالها ونتاجها؟! وإلا كيف لبلد ينشد أفضليات تعليمية لم يجدها في مدارسه الحكومية أن يرضى بتعليم أهلي أقل منها بكثير؟!
فبالمقارنة بين ماهية التعليم الأهلي في دول مجاورة وبين ما يحدث في تعليمنا المماثل، نجد أن هناك بونا شاسعا يحمل في طياته ضياعا وإهمالا وتراجعا، بل وتجارة مزعجة بأحد أهم أركان النمو والتطور. ففي الأردن ودول الخليج العربي ومصر، من ينتمي إلى التعليم الخاص أو الأهلي فقد حظي بمميزات تعليمية أكبر وتطوير فكري أفضل، حتى المعلمين في تلك المدارس هم من المتميزين وفي إطار فرص وظيفية أفضل ومغريات مادية أكبر من تلك التي يجدها في التعليم العام، والمقابل الذي يدفعه المتعلم يدرك نتاجه بصورة جلية، أما معظم المدارس الأهلية لدينا فهي أقرب إلى الصورة المشوهة للتعليم، ولا أدل على ذلك إلا المستوى الضعيف للكوادر التعليمية لديها التي يشكل المتعاقدون الأجانب السواد الأعظم فيها، من تلك التي تنال أقل الأجور، ناهيك عما يتم عمله تجاه المعلمين والمعلمات السعوديات من سوء معاملة وأجور متدنية مما يدل على أن الهدف هو ربحي والمستوى التعليمي يأتي في آخر الأهداف لديها.
ومع مطالبات تربوية على مستوى كبير بإعادة النظر في المدارس الأهلية، جدير أن نشير إلى ذلك ونحن ندرك أن من بينها قلة ذات أهداف أرقى وأسمى، وندرك أيضا أن هذه القلة قد قرنت هذا المستوى العالي برسوم مالية ضخمة جدا لا تقدر عليها إلا فئة خاصة جدا جدا، أما الأكثرية الساحقة منها فحدث ولا حرج من سوء المباني وضعف الكوادر التعليمية، وبعضها بهيئة تعليمية ممن فرض عليها أو حتى رضيت أن يكون لها شكل خاص من حيث لبس الثوب وطريقة توزيع الشعر رأسا ووجها!
أعود إلى عموم المدارس الأهلية وفيها لن نتطرق إلى نتائج اختباراتها التي تزينها بأعلى الدرجات، حتى لمن هم لا يستحقون، ولن نتطرق إلى إداراتها التي تدار بطريقة تجارية بحته من عينة سجل رأسين والثالث بلاش، ولا حتى عن الإدارات الأجنبية المتسترة داخلها.. لكن ما أنا بصدده أن التعليم هو من أهم القضايا، ولأننا سنقتصر الموضوع على التعليم الأهلي فما نراه ونلمسه الآن أن المؤشرات والنتائج تؤكد أن التعليم الأهلي يسير عكس خطط الارتقاء والتطور، وعليه فلا بد من إعادة النظر في هذا التعليم.
ثمة ملاحظة باقية فمع المسؤولية الكبيرة التي تعنى بها وزارة التعليم تجاه مصائب التعليم الأهلي، فإن مسؤولية أخرى تقع على عاتق وزارة العمل من جراء العبث الذي يحدث داخل هذه المدارس، ما يوجب عليها أن تعرف كيف هم المعلمون والمعلمات داخلها؟ وكيف يعاملون؟ والعقود التي يوقعون عليها؟ وهل تحترم هذه المدارس عقودها؟ وأقول إن لدينا أمثلة واقعة وبأسماء لمدارس أهلية معروفة لا تمارس الإهمال التعليمي فقط، بل الطرد والاستهتار بالمعلمين والمعلمات السعوديين والسعوديات كلما حانت لها فرصة، وبالتأكيد حين جلب متعاقدين ومتعاقدات بأجور أقل!