من بين نحو 300 مهندس وفني يجوبون المشاعر المقدسة لتفقد طوارئ وأعطال الكهرباء، التي يسري تيارها في شرايين مخيمات الحجاج، يقود منصور فلاتة دراجته سريعاً وسط الزحام نحو المخيمات ملاحقا مواطن البلاغات التي ترده من غرف العمليات والتحكم.
منصور يقول إن همه الأول مسابقة الوقت وسرعة إعادة الكهرباء عند أي بلاغ، لا يهمه إن كان سبب الخلل هو الشبكة الكهربائية أو المطوف أو حتى الحجاج أنفسهم، بل إن ما يهمه هو عودة النور للحجاج لينعموا بالراحة والطمأنينة وأن يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة.
ورغم ما يعانيه فلاتة من صعوبة التنقل بين المشاعر جراء الزحام، إلا أن التقنية كان لها دورها في الوصول لأي عطل بسرعة؛ فما إن يصل البلاغ آلياًّ، أو عبر القائمين على المخيمات أو الحجاج لمركز العمليات والتحكم حتى يتم ويباشره فورا، يسابق الصعاب من أجل الوصول إلى المخيمات ليبقى نبض الكهرباء متواصلاً سواءً في منى أو عرفات أو مزدلفة، خاصة تلك الأماكن التي يزدحم فيها حجاج بيت الله الحرام.
الدراجة النارية هي وسيلة النقل الأسرع التي يفضلها فلاتة، وإن تعثر منصور في استخدام دراجته جراء الزحام؛ فإن السير على الأقدام يكون أسرع في الوصول لمكان الحدث، حسب تعبيره، ويقول تم اختياري لجهودي كممثل سلامة بدائرة العمليات والإسهام في تطبيق أنظمة وإجراءات السلامة والصحة المهنية، وكرمت من قبل الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس زياد الشيحة.
ويضيف أحرص على المشاركة سنوياًّ في هذه التظاهرة الدينية وهذه المهمة العظيمة، واصفا هذه المشاركة بأنها فرصة لا تعوض، وأن قمة راحته حينما يرى الراحة وابتسامة الرضا على وجوه حجاج بيت الله.