تورطوا بنشاطات تأييد ومساندة لوجستية ولم ينضموا كنعاصر لتشكيلات 'القاعدة'
أسدل القضاء السعودي أمس الستار، عن أكبر الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، التي تم إخضاعها للمحاكمة طيلة الأشهر الماضية، نتيجة لضخامة المنضوين تحتها والبالغ عددهم 94 شخصا.
وقررت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة، إطلاق سراح 18 محكوما من المتورطين بأعمال تلك الخلية.
وكان أعلى الأحكام الصادرة بحق أعضاء الخلية أمس، سجن أحد المدعى عليهم لمدة 10 سنوات من تاريخ إيقافه في 16 ذي القعدة 1425.
ولم يثبت لدى قضاة المحكمة الجزائية المتخصصة، انضمام أي من المدعى عليهم الـ18 لأي من تشكيلات القاعدة الإجرامية في الداخل، وتركزت الإدانات على قيام هؤلاء بنشاطات تأييد ومساندة لوجستية لأعضاء التنظيم في الداخل، كتقديم الدعم المالي وتأمين السلاح والمأوى والسيارات المستخدمة في تنقلاتهم.
ولعل أكثر ما يلفت النظر في قائمة الإدانات الصادرة بحق المجموعة الأخيرة من الخلية الأكبر في تاريخ الإرهاب بالمملكة حتى الآن، مقدرة تنظيم القاعدة على إغواء أحد المدانين بمبلغ 500 ريال فقط، وتواصله مع أحد أعضاء التنظيم عبر الجوال وتضليل الجهات الأمنية بالتحدث برموز غير مفهومة المعنى للغير.
وتورط نحو 3 من المدانين من هذه الخلية الإرهابية، بإيواء وتسكين زوجتي مطلوبين أمنيين في منزل أحدهم لمدة شهر، والسعي في البحث عن مأوى آخر لهم خلال فترة مكوثهن لديهم.
يشار إلى أن هذه الخلية التي يترأسها المدعو أخو من طاع الله، والذي قرر القضاء قتله تعزيرا، كانت تنوي استخدام 3 أطنان من نترات الأمونيوم الإيرانية في تنفيذ هجمات إرهابية داخل البلاد.
ودان القضاء زعيم هذه الخلية بالتخطيط والشروع في تنفيذ سلسلة اغتيالات بحق عدد كبير من رجالات الدولة، والتواصل مع أحد الصحفيين بقناة الجزيرة سابقاً عبر الإنترنت لغرض خدمة تنظيم القاعدة إعلامياًّ، وطلبه منه إرسال أخبار المقاتلين في حركة طالبان والحصول على أجهزة من دولة خليجية، لاستخدامها في خدمة التنظيم.
ويبرز من ضمن الأدوار التي كان يطلع بها زعيم هذه الخلية، كما في قرار الإدانة، محاولته تجنيد غواصين يتم تدريبهم على الغوص لاستهداف السفن الأجنبية أثناء مرورها بالمياه الدولية بالبحر الأحمر، فضلا عن توليه مهام اللجنة الشرعية للتنظيم داخل البلاد، وذلك بإصداره الفتاوى الخاصة بجميع عمليات التنظيم العسكرية والرد على الأسئلة والاستفسارات من قبل المتواصلين مع ما يسمى – مجلة صوت الجهاد – الناطقة باسم التنظيم والدعوة من خلالها لتأييد التنظيم وتبرير أفعاله ومحاولة كسب تعاطف الناس معه.