سؤال وردنا الآن: من الأجدر بتأليف كتاب 'السلوك' للمرحلة الابتدائية: الأستاذ القدير/ 'إبراهيم شحَّاد'، أم بعض 'حروف الدال' المطبوخة في كليات 'خدمات الطالب'، ومئات منها مزوَّرةٌ، باعتراف 'وزارة التربية

سؤال وردنا الآن: من الأجدر بتأليف كتاب السلوك للمرحلة الابتدائية: الأستاذ القدير/ إبراهيم شحَّاد، أم بعض حروف الدال المطبوخة في كليات خدمات الطالب، ومئات منها مزوَّرةٌ، باعتراف وزارة التربية والتعليم العام الطام، والعالي علوَّاً لا يبلغه أحدٌ ولا أربعاء؟ ولكن لا تقولوا: من هو إبراهيم شحَّاد؟ لالالا.. أرجوكمكنَّ لا... يا... خسارة! إذن أنتمتن حقاً لا تعرفونه! لا تثريب عليكنكم.. لقد كان جميلاً ابن زمن جميلٍ، فقدناه بكامله!
ياسادة يا كرام: الأستاذ/ إبراهيم شحَّاد، وأكتب اسمه واقفاً احتراماً له، وكل من أدرك الزمن الجميل لا بد أن يقف وهو يقرأ؛ فما أكثر أمثاله ممن يشعرك ـ وإن لم تشرف بالدراسة المباشرة على يديه ـ بأنك لم تكن تلميذاً إلا له! هو: معلِّم صفوف أولية متقاعد، من مدرسة السيد/ عباس علوي السقاف الابتدائية بالمدينة المنورة. تخرج من معهد المعلمين الثانوي ـ رحم الله المعهد والمعلمين والثانوي أيضاً! ـ ويكفي موقفٌ واحدٌ، حدث في أول يومٍ دراسي، يوم الرعب العالمي، قبل أن يخترع التربويون من مكاتبهم، ما يعرف اليوم بـالأسبوع التمهيدي!! حيث يبلغ من هول ذلك اليوم أن كثيراً من التلاميذ المستجدِّين يبولون، ويتغوطون على أنفسهم ـ أكرمكنكم الله ـ وهو ما كان من تلميذٍ، لمحه إبراهيم شحاد، فأسرع به إلى دورة مياه المعلمين، دون أن يحس أحدٌ، وهدَّأ من روعه، ورمى المتسخ من ملابسه، ونظفه كأي أبٍ حنون، ثم أحضر ملابس رياضية ـ كانت توزع مجانا ـ وألبسه إياها، وخيَّره بين إكمال اليوم في المدرسة وبين الانصراف إلى المنزل؟ فلما اختار الانصراف رافقه ـ على قدميه فلم يكن الأستاذ يملك سيارةً ولا دراجةً ـ إلى أن أدخله المنزل! وقد ظل طوال الطريق يشحذ ذهنه برسائل إيجابية، لم تخرجه من تلك الفشيلة وحسب، بل وزرعت في نفسه حباً للمدرسة، وللتفوق والنجاح، ليروي ذلك الموقف بكل الامتنان والعرفان، وهو اليوم عميد قيادي مرموق في الشرطة!
بهذه الإنسانية النادرة كان الأستاذ/ إبراهيم شحاد يعلِّم، ويعامل، ويربي أبناءه، وهو النخلي الشيعي وكلهم من السنة! وهو حضري وكلهم بدو! وأكثر من هذا: فقد كان يعمل صبيَّاً (خادماً) عند العمة/ طرقية! وأصبح معلماً لأحفادها، يهربون هيبةً منه واحتراماً، إذا رأوه مقبلاً من أقصى الحارة، وهو ـ صدقوا أو لا تصدقوا ـ إنما يأتي يومياً ليزور عمته، ويؤنس عصريتها، ويتفقد احتياجاتها، وقد كبرت وكُفَّ بصرها، وفاءً لطيب معاملتها؛ إذ كانت تخصه بالطعام والحلوى دون أبنائها!
كان صاحب رسالة، تجاوز كل العقد الطائفية، والاجتماعية، والطبقية، فهل قصد الزميل الأمير/ أحمد شوقي غيره بقوله:
أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفساً وعقولا؟