جميلة هي المبادرة التي أطلقها وزير التربية والتعليم، سمو الأمير خالد الفيصل، وجرى تعميمها على جميع مدارس التربية والتعليم، والتي تهدف إلى إنزال اللغة العربية الفصحى من برجها العاجي البعيد، وجعلها لغة حياتية معاشة، تلتزم بها المؤسسات التعليمية صغارا وكبارا داخل وخارج الفصول، وفي هذا رد اعتبار للغتنا الجميلة التي بدأت تعاني من جور اللغات الأخرى، واللهجات المحكية.
إلا أن هذه المبادرة يجب أن تأخذ من وجهة نظري صداها الذي يجب أن يتجاوز مؤسسات التربية والتعليم، ويتجاوز المملكة ليكون عربيا وإسلاميا في مراحله الأولى، ففي بعض العواصم العربية والخليجية، وخصوصا التي يكثر فيها الوافدون، تكاد لا تجد شخصا يتحدث العربية حتى من أبناء هذا البلد أو ذاك، وإن وجدت من يتحدث بها إما أن يكون من أبناء البلد فينحو بها للمحلية المغرقة التي يستعصي عليك فهمها أحيانا، وإما وافد يعمل في العربية معاول الهدم والتكسير أمام عينيك. فتشعر حقيقة بوجود غزو منظم للغة العربية في عقر دارها، وتحت أعين الجميع، فهمشت بين أبنائها وسادت لغة الوافد الأصلية أو عربيته (المبتكرة).
يجب أن تأخذ مبادرة سمو الأمير الفيصل مكانها في مثل هذه الأماكن، باعتماد تفاصيل دقيقة أخرى تساعد على فاعليتها، كاشتراط نسبة إتقان العربية بين الوافدين، ليكون صاحبها مؤهلا للعمل بيننا.