بعد عدة أيام ستعود دورة الخليج العربي لكرة القدم لتصدر المشهد الإعلامي الرياضي في المنطقة لمدة أسبوعين، وسيبدأ الحديث الممل الذي لا ينتهي عن الدورة، وهل يعترف بها الفيفا أو لا يعترف؟ وكيف لا يعترف بها ورئيس الفيفا يحضرها منذ عام 1974.
من حيث المبدأ، فإن دورة الخليج من الدورات القلائل جدا التي تقام بشكل منضبط منذ عام 1970، وفيها تنافس مثير فني وجماهيري وإعلامي، والأهم التنافس من حيث البنية التحتية للعبة التي أسهمت دورة الخليج بشكل مباشر في تطويرها وعلى الأخص ملاعب المنطقة دون أدنى جدال.
لا يعتمد الفيفا في الروزنامة الخاصة بتفريغ اللاعبين الدوليين من أنديتهم لمنتخباتهم إلا في البطولات التي يشرف عليها مباشرة مثل كأس العالم وكأس الاتحادات القارية وأيضا كأس الأمم لكل قارة، وأيضا الأيام المخصصة لإقامة المباريات الودية والرسمية التأهيلية لهذه البطولات والمعروفة باسم (فيفا دي).
ومن هنا فإن مجرد التفكير في أن الفيفا سيمنح الدورة اعترافا رسميا منه، ويضيفها للبطولات التي تشملها أيام الفيفا يعد أمرا لن يحدث إطلاقا مهما حاول رؤساء الاتحادات الكروية الخليجية من جهود فالمبدأ بالنسبة للفيفا واضح جدا.
أما مسألة حضور رئيس الفيفا ومنذ (40) سنة لافتتاح هذه الدورة فالسبب طبعا يعود لأن مثل هذه الدورات تسهم في تطور وانتشار كرة القدم وهذا هدف مهم للفيفا في نشر اللعبة وتطويرها ولكن لا يعني بأي حال من الأحوال أن الفيفا يعدها بطولة رسمية أو ما شابه ذلك، بل هو يصنف مباريات الدورة (ودية دولية) في تصنيفه الشهري للمباريات فئة (A).
نعم الدورة أصبحت تمثل عبئا ثقيلا على اتحادات المنطقة وأصبحت تأخذ حيزا من الروزنامة المحلية وأقرب مثال ما نحن فيه الآن حيث سيتوقف الدوري المحلي لكل الاتحادات الخليجية ما يقارب أربعة أسابيع وهذا يسبق مباشرة توقف آخر لكأس أمم آسيا أيضا لمدة لا تقل عن شهر آخر، وهو ما يربك جدولة المسابقات المحلية، وخصوصا لدينا في المملكة.
والدورة من الناحية التنظيمية والإدارية والإجرائية يشوبها خلل كبير لأن مرجعيتها أصحاب السمو والسعادة رؤساء الاتحادات الكروية الخليجية، وليس لها مقر أو أمانة عامة أو لجان، وهذا عمل غير احترافي، ويحتاج الى سرعة إعادة نظر وترتيب البيت من الداخل لضمان استمرارها بشكل سليم وصحيح طالما أن الرؤية تؤكد على أهمية استمرارها وكتابة نظام أساسي ولوائح تفسيرية لها ثم النظر في وقت إقامتها، وكيف يمكن أن نصل إلى رؤية مشتركة مع الفيفا في تثبيت وقتها مع موعد كأس أندية العالم أو أيام الفيفا في نوفمبر، بحيث تقام في السنة التي تسبق أمم آسيا لعدم تداخلها كما يحدث الآن.
أعرف أن هناك لجنة برئاسة رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم الأستاذ خالد البوسعيدي لدراسة وضع الدورة والتفاهم مع الفيفا حولها ولا أعلم ما تم في هذا الخصوص خلال العامين الماضيين، المهم أن نتوقف عن الحديث الممجوج أثناء إقامتها حول هل هي رسمية أو معترف بها أو أو إلخ، لأن ما طرح في هذا المقال يوضح وضع الدورة.