نفس مشهد رجم المرأة الزانية الذي انتشر قبل أيام عبر اليوتيوب ومصدره الدولة الإسلامية -والإسلام منها براء- في العراق والشام، شاهدناه قبل سنوات وكان مصدره دولة طالبان الأفغانية، الفرق فقط أن هؤلاء أقاموا ما يشبه الاحتفال، وكان هناك مقدم للبرنامج وجاؤوا بوالد المرأة ليقول كلمة بالمناسبة ثم تم تنفيذ الحد الشرعي.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: أين الرجل الزاني الذي ثبت أنه أقام مع المرأة جرم الرنا؟ ولماذا لم يقم عليه الحد هو أيضا بالرجم أو الجلد؟ في كلتا الحالتين، الداعشية والطالبانية، لم يظهر الرجل، وكأن المرأة مارست الفحشاء مع نفر من الجن، وإلا كيف استطاعوا التثبت من أنها فعلا فعلت الفاحشة، وإن ذهبنا إلى أبعد من ذلك، وقلنا إن هناك أربعة شهود، فلماذا لم يشهدوا على الرجل؟!
المسألة ببساطة هي محاولة من دولة داعش وقبلها طالبان لكي تثبت للعالم أنها تطبق الحدود بحذافيرها، وبالتالي كسب تعاطف المسلمين معها، والضحية دائما امرأة مكسورة لا حول لها ولا قوة، وهي محاولة مكشوفة في دولة تشرعن نكاح الجهاد والسرقة والسبي، ويديرها مجموعة من الأوغاد، ولم تقدم سوى المزيد من التشويه لصورة الإسلام في العالم، وها هي طالبان تعيش في نفق النسيان وستلحق بها.
المرأة دائما هي كبش الفداء الذي يمكن تقديمه قربانا بما يثبت للعالم صحة منهجهم وتطبيقهم للشريعة، أما الرجل فأمره لا يهم، وحتى لو رجم أمام الكاميرات فلن يتعاطف معه أحد، لذلك تأتي الصورة دائما مشوهة، امرأة زانية يقام عليها الحد بلا رجل زان سواء كان محصنا أو غير محصن، وتبقى المسألة كلها لا تعدو كونها كليشة خبرية مستهلكة للفت انتباه العالم وكسب تعاطف المغفلين ليس إلا.