آباء وأمهات يشاركون بمقاطع مرئية لتهنئة أبنائهم المبتعثين عبر التواصل التلفزيوني
من أبعد نقطة جغرافية عن المملكة، وحيث تشهد الشمس ساعات إشراقها الأولى، احتفلت وزارة التعليم العالي ممثلة بالملحقية الثقافية بنيوزيلندا أمس في العاصمة أوكلاند بقصص نجاح 300 خريج وخريجة، بلغت نسبة الإناث منهم 15%، استطاعوا التغلب على صرامة التعليم في دولة نيوزيلندا.
وأكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري خلال حديثه للطلاب في الحفل أن الابتعاث للدراسة في الخارج، لم يكن بهدف الحصول على أعلى الشهادات العلمية من أفضل الجامعات فحسب، بل انطلق من رؤية استراتيجية ترتكز على تنمية التبادل الثقافي والتواصل العلمي والحضاري بين المملكة ودول العالم المتقدم، وذلك من خلال التعريف بقيمنا وثقافتنا السعودية المستندة والمستمدة من ثوابت ديننا الإسلامي، وإكساب الشباب السعودي القدرة على الحوار وممارسته علمياً، والتفاهم والتواصل مع ثقافات العالم المختلفة لاستيعاب منجزات الآخرين، والتعرف على ثرواتهم المعرفية وإمكاناتهم الثقافية. وأضاف من المهم أن تتذكروا دائماً أنه إذا كانت المرحلة السابقة هي مرحلة الاستزادة في علمكم وتأهيلكم، فإن المرحلة القادمة هي مرحلة عطاء ينتظره الوطن منكم، وفاء لرعايتكم الكاملة، ولما قدمه لكم خلال سنوات دراستكم وطلبكم للعلم.
وأشار الوزير إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، الذي أطلق قبل 10 أعوام يعد رافداً مهما يثري القطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة والمتخصصة من أبناء الوطن وبناته، ويسهم مع برامج التعليم الجامعي داخل المملكة في تأهيل الشباب السعودي تأهيلاً عالياً، ليصبحوا خير من يحقق طموحات وطنهم، في كل المجالات التي تتسم بالرقي والتقدم التكنولوجي العالمي.
وأوضح العنقري أن برنامج الابتعاث بدأ خطواته الأولى بابتعاث بضعة آلاف من الطلاب، إلى عدد محدود من الدول، واستمر يتابع هذه التجربة متابعة واعية متميزة، مستفيداً من المزايا متحاشياً السلبيات، من خلال مراحل سنوية حتى تجاوزت أعداد المبتعثين والمبتعثات اليوم 150 ألفاً، يدرسون في أفضل الجامعات بأكثر من 32 دولة في أنحاء العالم.
ووجه العنقري حديثه للمبتعثين قائلاً إن وطنكم يعتز بكم وبإنجازاتكم ويتطلع اليوم لعودتكم، كما تتطلعون أنتم بكل شوق لتؤدوا دوركم بأمانة واجتهاد، ولتسهموا في مسيرة التنمية التي يقودها الملك عبدالله، التي من أهم ركائزها ومقوماتها الاهتمام ببناء الإنسان السعودي من خلال التنمية الشاملة التي تتطلع لها حكومة المملكة للوصول إلى المكانة العالمية المرموقة التي تليق بهذا الوطن وحضارته ودوره التاريخي.
من جانبه، أكد السفير السعودي في أستراليا ونيوزيلندا نبيل بن محمد آل صالح على أهمية برنامج الابتعاث في تخريج نخبة مميزة من بنات وأبناء الوطن، وبناء الجسور الثقافية بين المملكة والدول المتقدمة، لنيل مختلف الدرجات العلمية، لافتاً إلى أن ما حققه الطلبة من إنجازات وإبداعات هو محل ابتهاج وفخر وطنهم وقادتهم وذويهم بهم.
وفي ذات السياق، وجه القنصل العام في نيوزلندا أحمد بن ناصر الجهني كلمة تلقائية استقبلها الطلبة بوابل من التصفيق، في مظهر من مظاهر الإحتفاء، الذي برره القنصل بأنه قضى معهم 5 أعوام وتعرف عليهم واحداً واحداً، في الوقت الذي استطاع فيه هؤلاء الخريجون تخطي المصاعب، لاسيما وأن الدراسة في نيوزلندا تعد ذات معايير عالية جداً، وتمتاز بالصعوبة، كما شارك القنصل في المقاطع المرئية التي تحدث خلالها آباء وأمهات المبتعثين عبر تقنية الاتصال المرئي كونه والد المبتعثة الخريجة مشاعل الجهني.
إلى ذلك، ألقى الملحق الثقافي بنيوزيلندا الدكتور سطام بن بخيت العتيبي كلمة، أكد فيها أن هؤلاء الخريجين جاؤوا إلى ما يمكن أن يكون أبعد نقطة جغرافية عن المملكة يوجد بها مبتعثون سعوديون، وبدؤوا دراستهم بلغة غير لغتهم وفي ثقافة غير ثقافتهم بعيداً عن أهلهم ووطنهم، ودرسوا بنظام تعليمي مختلف تماماً عن النظام التعليمي الذي تعودوا عليه والتحقوا بجامعات متميزة ذات معايير عالمية لا تخلو من التحدي والصرامة، إلا أنهم تخرجوا وتأهلوا تأهيلاً علميا عاليا، واكتسبوا التجربة والخبرة للمشاركة في مسيرة البناء والتنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين.