هل تعرفون مدير جامعة واحدا قدم استقالته لأنه اقتنع بفشله؟ وهل تعرفون مدير جامعة واحدا قدم استقالته لأنه اقتنع بأنه ناجح بما فيه الكفاية، ورغب أن يخرج وهو في قمة مجده؟
أدرك جيداً أن الإجابة لا؛ لأني أدرك أكثر أن المعالي مغرية جدا، وأن ابن آدم طماع؛ لذلك لن أطالبهم بتقديم استقالاتهم، لا الفاشلين لتستريح الجامعة ولا الناجحين ليستريحوا هم، بل سأدعو لهم بطول البقاء ولكن ليس على ذات الكرسي، فقط كل ما أطمع به -وهذا من طمع بني آدم- أن يتم تدويرهم، فالناجح سينقل نجاحاته إلى الجامعة التالية لتنجح هي الأخرى، والفاشل سيقلل خسائر جامعته السابقة!
الجامعة أهم مصنع لكل منطقة، فإذا قصرت خطوط إنتاجها ستتضرر المنطقة بأكملها إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا، والعكس صحيح!
الدولة بكرمها في عهد الملك عبدالله، منحت كل منطقة مصنعا بشريا وأغدقت عليها ميزانيات ضخمة جدا، أقلها مليار، لكن ما النتيجة؟ أعتقد أن 4 سنوات فترة كافية لتقييم إنتاج أي مصنع/ جامعة، وتقييم أداء مسؤوليها، فإن كان المدير ناجحاً ولديه المزيد من المشاريع يمنح فرصة لـ4 سنوات أخرى، ثم يتوكل على الله إلى جامعة أخرى لينهض بها، أو إلى أهله ليرتاح حسب رغبته، وإن كان العكس فيمنح نقلا إلى مكان آخر يرتاح منه المكان السابق.. أو – وهنا كثير من التفاؤل- يمنح تقاعدا ليرتاح ويريح ولا ضير إن كان في الخطاب بناء على طلبه حفظاً لماء الوجه.
مدير الجامعة الذي لم يكسب رضا العاملين معه ولم يكسب رضا الطلاب ولا رضا أهالي المنطقة التي تتبعها جامعته؛ الأولى به أن يُنقل، فربما يعي أهداف تعيينه مديرا لأضخم مصنع بشري، وينتهج سياسة جديدة تكسبه نجاحا يفتخر به قبل أن يعود إلى أهله وحيدا يحسب إنجازاته وشهادات وخطابات الشكر والتقدير.
بعض مديري الجامعات سُمعت أصوات مصانعهم وشاهد الناس نجاحهم حتى وصلت سمعتهم كل المناطق وحُفظت أسماؤهم بين الناس ومنهم مدير جامعة الجوف الدكتور إسماعيل البشري ومدير جامعة جازان الدكتور محمد آل هيازع.. والبعض يؤدي واجباته بالحد الأدنى كي لا يدخل في خانة التقصير.. وبقية مديري الجامعات لا يعرفهم حتى طلاب جامعاتهم رغم أن صورهم في كل زوايا الكليات!