أبها: محمد الفهيد

إن كان الفنان الراحل طلال مداح قد غنى خلصت القصة قبل نحو 3 عقود فإن قصته لم تخلص، حتى وإن غاب عن الساحة بجسده، فروحه وغناؤه باقيان ويداعبان ذكريات ومشاعر الكثير من محبيه ومتذوقي الطرب السعودي.
ولملم كثير من السعوديون أمس صوره القديمة وأغنيات كثر من تراثه؛ ليتغنوا بها في هاشتاقات خصصوها له في موقع تويتر، وذلك في ذكرى وفاة صوت الأرض على خشبة مسرح المفتاحة في مدينة أبها في 11 أغسطس من عام 2000.
في نفس هذا اليوم قبل 14 عاما، فجع عشاق الأغنية الطربية في المملكة بوفاة طلال بن عبدرب الشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري الملقب بطلال مداح، وخلال السنوات التي تبعت وفاته كانت الذكرى حاضرة، وكان جمهوره على الموعد دائما، يرثونه ويتذكرون أغانيه ويتغنون بها. وعلى الرغم من كثرة الألقاب التي أطلقت عليه ومنها: الحنجرة الذهبية وقيثارة الشرق وصوت الأرض وزرياب وغيرها، إلا أن اسم طلال يبقى محببا في صفوف الجماهير التي وصفته بأنه رائد الحداثة في الأغنية السعودية.
ترك طلال إرثا فنيا يتجاوز 1200 أغنية، تعاون فيها مع كبار الشعراء والملحنين، وألهب مسارح القاهرة في السبعينات رغم وجود عمالقة الفن آنذاك أمثال أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وأطرب عشاقه في الثمانينات والتسعينات بأجمل الأغنيات التي رسمت تاريخا طويلا من الفن، وطارت بالأغنية السعودية خارج الحدود، ليتغنى بها كثير من الفنانين والفنانات.
وأثر في حياة الراحل فنانون وشعراء وملحنون كثر منهم عبدالله الفيصل ومحمد عبدالله الفيصل وخالد الفيصل، وبدر بن عبدالمحسن وفنان العرب محمد عبده وعبادي الجوهر وغازي علي وفوزي محسون وسراج عمر وغيرهم الكثير.
قال عنه محمد العبدالله الفيصل: طلال مداح تاريخ، وتاريخ الأغنية السعودية كانت بداياته الفعلية على يد طلال مداح، واشتهرت بفضل طلال مداح رغم محاولات من سبقوه.
غنى طلال للوطن وتغنى في المكان وغنى للحزن والفرح والحب والفراق، ورغم مرور هذه الأعوام مايزال يغني في قلوب محبيه، وما تزال قصته معهم تحكى ولم تخلص.