عنود صالح العنزي

ولعت الأسواق وتطاير شرارها على من فيها من المتسوقين المصطحبين فلذات أكبادهم ليظفروا بملابس العيد السعيد وإكسسواراته، دخلوا السوق بعد أن قرؤوا دعاءه مقدمين الرجل اليسرى قبل اليمنى وقد وضعوا خطة استراتيجية محكمة.
1- نمشي مع بعضنا البعض حتي لا يضيع أحد، وبدل ما تكون رحلة تسوق وفرح تكون رحلة بحث.
2- وبما أن اليوم زحمة نقوم بعمل قرعة من يشتري أولا، الأولاد أم البنات؟
3- يجب أن نشتري على قدر استطاعتنا من الدراهم وما في داعي للإحراج وأنتم تعرفون البير الجاف وغطاه المثقوب.
4- ما فيه آيسكريم ولا فيشار ولا ذرة! ماء فقط للضرورة القصوى!
وبعد القرعة أصبحت الكرة بملعب البنات هن من سيشتري أولاً، والأولاد في اليوم التالي.
5- دخلت العائلة الكريمة والأولاد ينتظرون وينظرون بقلق وقال أحدهم: والله سيأكلن الجمل بما حمل! ويا خوفي زي العام نرجع لملابسنا القديمة! فرد عليه أوسطهم قائلا (من تقصد) قال أقصد أبوي واللي في جيبه المرقع لن يكفي كل هذا القطيع!.
ورد الصغير متعجبا يوه يوه! ليتنا لم نوافق على القرعة كان من الأفضل لنا...
وتظهر فجأة أختهم الوسطي المشاكسة وتخرج لسانها واضعةً السبابة فوق الإبهام قصدها استفزازهم.
ممسكةً بفستان أبيض جميل قائلةً بابا أبغى هذا، بينما البنات الصغار والكبار منمهكات في اختيار فستان العيد السعيد، أخذ الأب يتحدث مع صاحب المحل.
الأب: ترانا زبائنكم، البائع: والله الأسعار محددة، الأب: يا رجل بشتري للبنات كلهم من عندك، البائع: والله حتى لو تشتري لبنات جيرانكم.
الأب: يضحك ويقول بنات جيرانا يستاهلون بس خلنا نخلص من بناتنا أولاً.
البائع: لا تحاول ما راح أخفض من السعر وكل السوق نفس الحكاية، وإذا ما اشتريت أنت يشتري عشرة غيرك.
فقال الأب: أمري لله تعالوا يا بنات (نحاسب) وبعد أن دفع الأب الحساب أخذ الفاتورة الملتهبة.
وقد احترق نصفها (عفوا) ليس الفاتورة وإنما ثلاثة أرباع المبلغ الذي كان في جيب الأب.
الخلاصة: من يحمي جيب الأب من طمع البائع وجشعه؟