توثيق الذكريات يتجاوز المتعة نحو حفظ التاريخ والملامح والحكايات.. في هذا العصر الذي تحول فيه العالم إلى ديجتال.. إلى رقم وصورة، أصبح من السهولة رصد كل يوميات الإنسان بأبسط الجهود وأيسر التكاليف..
- جميل مثلا، أن يشاركك الناس الضحك على المواقف التي تظهر براءة الأطفال ولا تخدش كرامتهم أو آدميتهم.. بعض المواقف جميلة ومضحكة في ذات الوقت.. هناك برامج تلفزيونية كثيرة في الغرب مادتها الرئيسية تتمحور حول اللقطات الطريفة المسجلة.. وتقدم لها الجوائز المادية.. لكن -وهذا جوهر المقال اليوم- أي من تلك المقاطع لا يحتوي على لقطات تسيء للأطفال.. البرامج التلفزيونية لا تجرؤ على عرض مثل هذه اللقطات.. من يقترف هذا العمل ويقوم بتصوير الأطفال في أوضاع مضحكة يتم معاقبته.. من حق الأسرة أن تطالب بمعاقبة الفاعل.. هذا حق للطفل قبل أن يكون حقاً لأسرته..
الأسرة من جانب تربوي، تدرك انعكاسات هذا العمل على شخصية ونفسية الطفل، وإمكانية تحوله إلى شخص عدواني في المستقبل، ربما أنك قرأت اعترافات بعض الأجانب عن أشياء مزعجة حدثت لهم في سن مبكرة من حياتهم!
- في بلادنا انتشرت خلال السنتين الأخيرتين مقاطع تتم صناعتها، وافتعالها لأجل إضحاك الناس على هؤلاء الأطفال.. وتقديمهم للناس عبر يوتيوب بصورة مخجلة.. ولا أعلم أي سبب مقنع يُبرر لتصوير الأطفال، أو لنقل: تشويه الأطفال بهذه الصورة اللا إنسانية؟!
لن أتحدث عن ردة فعل هذا الطفل عندما يكبر، ويعلم -أو حتى يشاهد- كيف أن أسرته -ملاذه الآمن- جعلت منه أضحوكة للاخرين!
فقط أبحث وما زلت عن خبر معاقبة شخص من هؤلاء؛ لانه أساء لطفل بريء.. أو نزع حضانة طفل من أسرة لا تدرك مسؤولياتها، إن عثرتم على خبر من هذا النوع فتأكدوا أن هذه المقاطع المزعجة في طريقها للانحسار..