لفت نظري قرارات إيجابية وحيوية في اجتماع مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم أول من أمس في جدة قد تمر على كثيرين مرور الكرام.
ومما يستحق الذكر والإشادة بدء تنفيذ مقترحات عملية وتحفيزية، منها اعتماد مبلغ ثلاثة ملايين ونصف المليون ريال لبطولات فئتي الشباب والناشئين (الممتازة)، وهذا يعزز الرؤية المستقبلية لتقديم مواهب من خلال مشاريع أرسيت لفائدة البراعم وتحت 14 سنة، ولعل مثل هذا المبلغ (كبداية) يساهم في تغيير النظرة تجاه أهم مرتكزات العمل المؤسساتي في التنشئة، مع تطلعات كبيرة لمضاعفة المبلغ أضعافا كثيرة تنتشل الكرة السعودية على صعيد كل ما له علاقة ببناء اللاعب.
ولكن القرار تنقصه آلية توزيع المبلغ، مترقبين التفاصيل حسب تأكيد البيان الرسمي، آملين ألا يطول أمد الخبر وأن يؤكد مدى عمق الدراسة. وبالمناسبة يجب على الإدارة المختصة في اتحاد القدم أن تحيط الرأي العام بنتائج المرحلة الماضية التي واكبت عملها على مدى سنة.
والقرار الثاني هو اعتماد (مكافأة) لممثل الاتحاد في المهام الرسمية، ومكافأة لعدة لجان تعمل (يوميا)، وهي: المسابقات، الاحتراف، المالية والتسويق، والقانونية. وهذا يبرهن حرص الاتحاد على هذه اللجان التي يعمل أعضاؤها باستمرارية وحضور شبه يومي ومتابعة أعمال كثيرة، رغم أنهم متطوعون يتقاضى العضو (ثلاثمئة) ريال عن كل اجتماع، وقد لا يحصل عليه إلا آخر العام أو بعد عدة أشهر، وبعضهم ربما يتبرع به. وهذه اللجان دائمة، بينما اللجان القضائية (الانضباط، والاستئناف) يتقاضى العضو (المحامي) ألف وخمسمئة ريال عن كل ساعة اجتماع أو جلسة كما هو معروف سابقا ما لم يكن أقر مبلغ آخر. ولجنة الحكام يقودها متفرغ وهو عمر المهنا، ولا أعلم آلية مكافأة الأعضاء، وقد ينطبق عليهم مبلغ الـ(300) ريال، وهذه اللجنة في طور التطوير مع ترقب التعاقد مع خبير أجنبي لدائرة التحكيم، علما بأنها بحاجة ماسة لخبراء آخرين من الداخل وزيادة أعضائها والحرص على تطوير آلية عملها الإداري، خصوصا بعد الخطوة المميزة لمجلس الاتحاد في اجتماع سابق بزيادة مكافأة الحكام إلى خمسة آلاف للمباراة الواحدة (الضعف)، بعد أن كانت إحدى المعوقات في صلب المعاناة.
ولو تحدثت أيضا عن لجنتي المسابقات والاحتراف فهما الأفضل والأكثر نشاطا وإجادة في إقرار الأنظمة والعمل بها وتطويرها، وبعض أعضاء اللجنتين يعملون أكثر من أعمالهم الخاصة ولا يتقاضون شيئا، وأخلصوا لمسؤولياتهم التطوعية، دون إغفال متفرغين مخلصين ومتفانين في الأعمال المنوطة بهم.
كما أن عدنان المعيبد المتحدث الرسمي رئيس لجنة التسويق يعمل بجد ويتواصل مع الإعلام بكل احترام وشفافية.
أما الدكتور عبدالرزاق أبو داود فإن تعدد المناصب (القيادية) يشكل عبئا عليه وعلى العمل، وهذا هو الحديث السائد عنه مع التأكيد على أنه من الأعضاء الأقوياء والمتفاعلين.
وبالمناسبة يؤخذ على مجلس اتحاد القدم تكليف أشخاص معينين بعدة مهام رغم وجود (17) عضوا مع الرئيس ونائبه.
ولا أنسى لجنة تقييم اللجان برئاسة الدكتور عبداللطيف بخاري التي عملت بتفان وأنجزت مهامها قبل أن يتخذ اتحاد القدم قراراته النهائية.
وأعجبني أيضا الإعلان عن اقتصار الدور نصف النهائي لكأس الملك على مباراة واحدة تداركا لمشاكل في جدولة المباريات، وهذا يقطع دابر أي شكوك يهواها كثيرون بأمر الميول والتربص. والحال ينطبق على تقسيم جماهير (كأس السوبر) بالتساوي على أرض بطل الدوري.
كلنا أمل أن تسمو القرارات القادمة إلى أعلى درجات النجاح والإقناع، في ظل وجود بعض المتكلسين والكسالى ممن يعيثون في العمل من خلف الكواليس ويعمقون المشاكل التي تنهش جسد اتحاد القدم وكيانه.