القاهرة: محمد عوض

أثبتت المطربة اللبنانية ميريام فارس للجميع أنها صاحبة موهبة فنية مختلفة عن غيرها من بنات جيلها، في أول بطولة درامية لها، وهو مسلسل اتهام، والذي يعرض حاليا خلال الماراثون الرمضاني، بل ونجحت في أن تكتب بنفسها شهادة ميلاد فنية مستحقة، لأنها استخدمت إمكانيتها الفنية بدلا من شكلها.
ونجحت فارس في أن تقدم لجمهورها وجبة فنية درامية ممتعة، حيث تميزت عن غيرها من بنات جيلها من اللبنانيات في عدة أمور، منها أنها لم تظهر بدور الفتاة المصرية مثلما فعل غيرهن من بنات بلدها، في محاولة لكسب حب الجمهور، بل ظهرت في دور الفتاة اللبنانية البسيطة التي تمتلك ملامح أشبه بالأطفال، وهو ما أضفى قدرًا كبيرًا من المصداقية على الدور الذي قدمته.
الأهم من ذلك أنه برغم جرأة موضوع المسلسل، إلا أنه لم يخرج مشهدا واحدا مبتذلا، أو مخلا للآداب، أو خادشا لحياء الأسرة العربية، بخلاف أعمال درامية أخرى عدة مليئة بتلك الألفاظ والمشاهد التي خاضت في هذا الطريق.
اختارت ميريام، سيناريو جيدا تسير أحداثه بتنسيق بدون افتعال، واختارت أيضا أن تقدم العمل بأسلوب هادئ بعيدا عن الصخب الذي قد شاهدناه في عدد من الأعمال الدرامية التي قدمت خلال السنوات الماضية، وجاء اختيار طاقم العمل الذي شاركها بطولة العمل موفقًا للغاية، وبعيدًا عن المجاملات التي دائما ما تضر بأي عمل فني.
ومن يشاهد ميريام فارس، لا يصدق ولو للحظات أن هذا أول مسلسل لها، فأداؤها كان رائعا، وكذلك الأمر ينطبق على الفنان المصري حسن الرداد، وإن كان رغم أدائه الجيد، إلا أن هذا السيناريو لم يتح الفرصة له ليبين مواهبه.
أما باقي الفنانين اللبنانيين الذين شاركوا في العمل فكان أداؤهم رائعا، وفي تقدم عن ما كنا نراه من قبل، كما لوحظ أن هناك تطورا في أداء الفنانين المصريين.
بطلة العمل ميريام فارس، بعد نجاحها في الغناء والكليبات التي تقدمها، لم يكن يتوقع حتى أكثر المتفائلين نجاحها في التمثيل، حيث إن تصوير الفيديو كليب يختلف كثيرا عن تصوير عمل درامي كبير، يحتاج إلى أن يقدم فيه الفنان ما بداخله من إمكانات فنية.
أغلب النقاد أجمعوا على أن فارس بمثابة مشروع فنانة في المستقبل القريب، ولم يعد الآن أمامها إلا أن تنتقي أعمالها المقبلة، حتى تحافظ على الصورة التي كتبتها بنفسها، لأن الجمهور لم يعد يتعاطف مع من يبدأ كبيرا ثم يتضاءل بمرور الوقت.