يبدو مثيراً للاهتمام أن تنصت لقصص الخويا وتتأمل في تاريخ هذه المهنة التي لا توجد إلا في السعودية.. على المستوى الصحفي لم أجد من تطرق لها بشكل موسع مثل الزميل بدر الخريف عبر تقرير نشر في الشرق الأوسط 29 مارس 2007.
لن أتحدث في هذه المساحة الصغيرة عن أصل مفردة الخوي ففي المعاجم التي اطلعت عليها تأتي المفردة من مصدر خوَى، وخَواءً، فهو خاوٍ وهذا لا يدل على أصل الكلمة العامية التي تأتي بمعنى: الصديق.. وينقل الزميل الخريف، في تقريره، تعريفاً يقول: بالنسبة للاسم الذي يحملونه فهو مشتق من الأخوة أي الأخ المأمون الذي يتمتع بحفظ كلمة السر، والخوي له قيمة اجتماعية في السابق، حيث كان يقوم بالدور العسكري الفاعل في المجتمع، فهو حلقة وصل بين الحاكم والمحكوم، وله الصلاحية المطلقة في التعامل مع المتمرد.
في ذاكرة المجتمع تبدو صورة الخوي أقرب إلى الشخص الذي يستمد قوته من معزبه وهو المسؤول الذي يعمل الخوي لديه.. وترتبط بها الكثير من صور التزلف والنفاق وإهدار الكرامة مقابل الحصول على المنافع والنفوذ، وقد تحمل تلك الصور مبالغات غير حقيقية.
شخصياً، أتاحت لي مهنة العمل الصحفي الاحتكاك بالكثير من الخويا وفيما كان بعضهم يتمتع بالأخلاق الرفيعة والمسؤولية التي يفترضها قربة من صانع القرار، كان بعضهم يمثل تلك الصور السلبية التي استوعبتها ذاكرة المجتمع.
المثير بالنسبة لي، أن ظاهرة الخويا، بدأت تتجاوز كونها وظيفة حكومية ولها مرتباتها ورواتبها، وبدأ بعض صغار المسؤولين ورجال الأعمال يحرصون على وجود خويا تابعين لهم، كنوع من البرستيج.
خلاصة القول، إن المبالغة في وجود المرافقين أو الخويا هي بمثابة عوائق، أو فلاتر، قد تحول بين المسؤول والحقيقة، وربما يتسببون في إعطاء انطباع سلبي لا يعكس صورته الحقيقية.. وهذا بالطبع يحتم أهمية انتقائهم بعناية، وترشيد صلاحياتهم ونفوذهم.