أجمل شيء أن تحدثك قارئة شابة عن الحب، وسيرة الحب.. وهل هناك أجمل من الحب.. وهل هناك حياة دون حب.. وهل هناك حياة تستمتع بها دون أن تشعر فيها بالحب، أو تقع في حبال الحب!
الرسالة فيها خروج لذيذ عن النص، لكن ليس كل ما يعرف يقال أو ينشر على الملأ. ولذلك حذفت ما لا يسمح هذا المجتمع المتحفظ -لا المحافظ- بنشره.. تقول هذه الفتاة: دائماً أسمع وأقرأ، الشباب والبنات في كل مكان يتحدثون عن الجفاف العاطفي ولو بطريقة المزح، مع أنها حقيقة مؤلمة نعاني منها كلنا تقريبا، عشت بعضا من طفولتي مع جدي رحمه الله، كان حنوناً علينا بشكل يفوق الخيال، كان غنياً لكنه لم يملك قلوبنا بالمال والسفر والهدايا، بل بكلمات حلوة تعودنا أن نسمعها منه.. أسرنا بكلمات الحب التي يضخها في أوردتنا كل مساء.. حتى مع جدتي كانت كلماته زي البلسم.. كان يُسمعها كلمات حب ساحرة أمامنا.. وحين توفي جدي، توفيت جدتي بعده لأنها فقدت أوكسجين الحب.. وشعرنا جميعاً أننا فقدنا كل معاني الحب في الحياة.. بل شعرت أنني مجرد جسد بلا روح.. جسد يأكل ويشرب وينام ويتكاثر!
تقول الفتاة: الناس يستغربون لماذا ينجذب الشباب والبنات لبعضهم بسرعة، من أول كلمة (أحبك)، ويطلقون على الشاب خروف لو أحب فتاة، وتعلق قلبه بها، ولبى لها كل طلباتها، ليس هناك سر، هذا الشاب -مثل الفتاة- محروم من الحب الحقيقي.. أنا في البيت لا أريد من أمي أن تدعو لي فقط، ومن أبي يصرف علي فقط، حاجتي أكبر، أنا أشعر بالعطش للحب والحنان.. نحن البنات نبحث عن الحب والأمان العاطفي.. نبحث عن أحد يحبنا ويشعرنا بالحب، صدقني حينما نشاهد فيلماً أجنبياً يقوم فيه الأب بالتعبير عن حبه لأولاده وبناته تدمع أعيننا ونحترق بصمت!
الرسالة طويلة ومؤلمة ومثيرة. أشعر بمعاناة هذه الفتاة، والمضحك والمبكي أنها تعيش وسط أكثر شعوب الأرض رومانسية، لكن مصيبتنا هذه العادات المتخلفة التي تقول إن الحب عيب، والتعبير عنه جريمة!