أحياناً يكون تخليك عن الحياد ميزة ترفع قيمتك الإعلامية أكثر، لأن بعض الحياد مستفز، يقف في المنتصف بين القاتل والمقتول، ويسمع من الظالم كما يسمع من المظلوم، وربما أحيانا يسمع من الظالم أكثر بحجة البحث عن أسباب وتبريرات جريمته!
تخلى الإعلامي فيصل القاسم عن الاتجاه المعاكس وترك الحياد المستفز الذي كان يمارسه في برنامجه على قناة الجزيرة، وتحول إلى ضمير حي لا يقف على خط الحياد، وربما بدأ التحول بعد أن أصاب سورية الخراب والدمار ولا زال.
لم يثمر الربيع العربي إلا في الإعلام فكان ما كان من ثورة إعلامية أحرقت البعض ورفعت البعض.. فغابت شمس بعض الإعلاميين، وبزغت شمس آخرين.. بفعل الألسن!
الإعلاميون المحترقون نالوا شرف المحرقة لسوء مهنيتهم الإعلامية أو لتقديمهم مصالحهم الشخصية على المصداقية.. الإعلاميون المحترقون، كانوا ملء السمع والبصر، وأصبحوا في عداد المفقودين إعلاميا!
تدنيس المهنية الإعلامية بأي طريقة ولأي تبرير؛ خطيئة كبرى، وعقوبتها واقعة من المشاهدين حتى ولو بعد حين، وأكثر ما تصيب السمعة، فتقضي على التاريخ وتدنس السيرة!
حين يتخلى الإعلام عن المهنية، ويلج إلى ساحة السياسة، يقع ضحية لحرب مصالح يُباع فيها ويشترى بأبخس الأثمان، ويظل أسيرا لشروط القوي ورغباته، ويُزال حين تزول الحاجة له!
(بين قوسين)
لماذا اختفى بعض الإعلاميين رغم وجودهم على بعض الشاشات.. أين محمود سعد.. غسان بن جدو، عمرو أديب، حافظ الميرازي؟