كثفت مصر أمس من إجراءاتها الأمنية على كافة حدودها وتحديدا في المناطق الحدودية الغربية على خلفية العملية الإرهابية التي استهدفت كمين الفرافرة وأودت بحياة 22 مجندا.
وشكلت القيادة العامة للقوات المسلحة غرفة عمليات كبرى لمتابعة الحادث، حيث طالب وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، كلا من اللواء أركان حرب أحمد إبراهيم، قائد حرس الحدود، واللواء أركان حرب يحيى الحميلي، قائد المنطقة الجنوبية، بإعداد تقارير دورية عن الحادث، وأصدر تعليماته إلى عناصر القوات المسلحة، بمشاركة الأفرع الرئيسية من القوات البحرية والجوية، للقيام بعمليات تمشيط واسعة للمنطقة بغطاء جوي مدعم بوحدات قتالية لضبط الجناة، وذلك بالتعاون مع قصاصي الأثر التابعين لقوات حرس الحدود، فضلا عن وضع كمائن ثابتة ومتحركة بمسافة 40 كيلو مترا من منطقة الكيلو 100 بواحة الفرافرة الواقعة بالوادي الجديد.
وقال رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية، اللواء سامح سيف اليزل، في تصريحات إعلامية، إن القوات المسلحة بدأت تنفيذ خطة ضد الإرهاب بقيادة وزير الدفاع الفريق صدقي صبحي، وصدرت تعليمات عليا ببدء عمليات ثأر-1.
وأضاف اليزل أن مرتكبي حادث كمين الفرافرة لم يخرجوا من المنطقة، لأنه حدث إطلاق نار بين الجانبين، والقوات المتواجدة استطاعت الاستيلاء على سيارة بها علم تنظيم القاعدة، فضلا عن أن الهروب إلى الحدود السودانية أو الليبية يحتاج وقتا.
وأشار اليزل إلى أن هناك ارتباطا سياسيا وثيقا بين مذبحة الفرافرة، وما يحدث فى غزة، حيث يسعى البعض إلى تشويه صورة مصر في ظل محاولة كل من تركيا وقطر المنافسة عبر مبادرات لم تظهر بعد، كما أن الحادث مرتبط بغزة عن طريق التوقيت المدروس بتعليمات وتمويل من الداخل والخارج عبر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وقياداته، والقيادات العسكرية المصرية تسعى في الوقت الحالي إلى اتخاذ تدابير من شأنها عدم تكرار هذا الحادث.
من جانبه قال الخبير العسكرى والاستيراتيجى، اللواء حمدى بخيت، إنه لابد من أخذ الحيطة والحذر من المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان، خاصة وأن العناصر الإرهابية التى أنهت مهمتها في سورية وأفغانستان والعراق وعناصر من الإخوان وباقي التشكيلات الإرهابية، تمكنت من إعادة تمركزها فى منطقة درنة جنوب شرق ليبيا، وهذه العناصر كونت تنظيما يعرف بشباب الشريعة تقدر أعدادهم بنحو 2500 عنصر، وتلك العناصر هي المسؤولة عن العمليات الإرهابية التى شهدتها البلاد مؤخرا، ما يعني أهمية توسيع الحملات الأمنية فى الاتجاه الغربي والغربي الجنوبي لضرب هذه العناصر فى قواعدها.