في هذه الزاوية، يسرد الكتاب حكاياتهم مع الكتابة منذ بدئها الأول، حتى استواء القلم، وانسياب اللغة، إلى احتراف الكتابة.. يقول كاتب النشرة النقدية في الوطن، علاء حمزة عن حكايته مع الكتابة:

هي قصّة مع القراءة في المقام الأول، افتتان بهذه الحروف المطبوعة، وانجذاب الى وهجها منذ الطفولة، هو قدر وضع في دربي بعض الافذاذ من الأساتذة.
بدأت بكتابة الشعر، ثم القصرة القصيرة وأنا في المرحلة المتوسطة ،وأذكر آنذاك أول كلمات وجدت اسمي مدونا عليها، قصة في جريدة الرياض، عنوانها لماذا يا أبي ؟ وكم هو مذهل ذلك الشعور الأول، كما هي كل النشوات في بكارتها.
أما علاقتي مع كتابة المقال، فكانت في المرحلة الجامعية، من خلال مادة علمية في كلية الآداب، قسم الاعلام بجامعة الملك سعود اسمها فنّ المقال ومن حسن حظي أن الذي درّسها لنا هو الأستاذ المسرحي والشاعر والكاتب الجميل محمد العثيم - متعه الله بالصحة والعافية - وأذكر موقفا مازال راسخا في ذاكرتي وذاكرته إلى اليوم، حيث طلب منا أن نكتب مقالا من وحي اللحظة، وبينما كتب الزملاء عن موضوعات مختلفة، كتبت مقالا عنوانه كيف تكتب مقالا من وحي اللحظة! وحصلت على أعلى تقدير في المادة، ثم وجدت تشجيعا من أستاذ آخر أعتز به، هو الدكتور ساعد العرابي الحارثي الذي استكتبني في رسالة الجامعة التي كان مشرفا عليها، ومنحني مساحة أسبوعية، أخترت لها اسم: رحلات في الادغال! ومازال الزملاء والزميلات من تلك المرحلة البعيدة الحبيبة الى قلبي يذكرون ما كانت تثيره من جدل في الوسط الجامعي خاصة بين الزميلات!
وهناك سرقني المسرح بجاذبيته في وقت كان مسرح جامعة الملك سعود زاخرا بأجمل المواهب كناصر القصبي وبكر الشدي – رحمه الله - وعبد الله السدحان ويوسف الجراح، الذين اصبحوا ـ في مرحلة لاحقة ـ نجوم الفن السعودي..
وبعد مرحلة المسرح انتقل كل أبناء جيلي إلى التلفزيون، فمال قلمي معهم الى هذا البرزخ، فوجدت في طريقي أستاذا آخر هو المخرج الكبير الأستاذ عبد الله المحيسن الذين تعلمت منه وفي شركته حرفيات الكتابة للتلفزيون، وعشت دهشة أخرى حين وجدت اسمي على شاشة التلفاز في عمل اسمه: رجل النصف مليون ريال من بطولة ناصر القصبي، وعبدالله عسيري.
أما الأجمل في كل هذا، فهو العودة للكتابة المقالية، وفي الوطن تناوبا مع زملاء رائعين في النشرة النقدية.