تجددت الغارات الجوية السورية أمس، على جرود السلسلة الشرقية في البقاع اللبناني وجرود عرسال الحدودية لليوم الرابع على التوالي مستهدفة المجموعات المسلحة في تلك المناطق.وكانت مصادر في المدينة قد أكدت أن سقوط الصواريخ تسبب في إصابة عدد من المواطنين بإصابات متفاوتة، مشيرة إلى أن حزب الله اللبناني قام بالتزامن مع إطلاق الصواريخ السورية باعتداءات على سكان المدينة، كما أطلق بدوره صواريخ أخرى أدت إلى تدمير العديد من المنازل والمباني، وإحداث أضرار مادية كبيرة.
وقال الناشط الإعلامي في المدينة أكرم ناصر في تصريحات إلى الوطن عرسال وجدت نفسها محاصرة بصواريخ الأسد واعتداءات حسن نصر الله، حيث تعيش المدينة منذ يومين رعباً شديداً، وأحجم سكانها عن الخروج من منازلهم، خشية الاعتقال بواسطة مليشيات الحزب التي تنتشر في معظم شوارع بلدتهم، في ظل غياب تام لأجهزة الأمن الرسمية، مما يرفع أكثر من علامة استفهام حول موافقة السلطات على تلك الاعتداءات المتكررة. وأضاف ناصر فيما تنشغل إسرائيل بقتل الفلسطينيين في غزة، لجأ الحزب الطائفي الذي كان يوماً يدعي المقاومة ويتشدق بالعداء لإسرائيل في الاعتداء على مواطنين لبنانيين أبرياء، لا ذنب لهم إلا أنهم رفضوا الانسياق وراء مخططاته ومؤامراته المذهبية. وإذا كان الحزب ناقماً على ارتفاع عدد خسائره في القلمون الذي وصل إلى أكثر من 30 قتيلاً، فعليه أن لا يفجر غضبه في مواطني عرسال الأبرياء، وأن يقر بهزيمته في سورية، وأن يبادر فوراً إلى سحب مليشياته المرتزقة من هناك على الفور.
وكانت مصادر قريبة من الحزب قد كشفت أن هناك غضباً متزايداً وسط كوادر الحزب وقيادته على تزايد عدد ضحايا الحزب في سورية، مشيرين إلى أن الأصوات بدأت في الارتفاع بضرورة الانصياع للآراء المنادية بسحب المقاتلين من سورية، وأضافت أن أهالي الضحايا بادروا بتكوين وفد رسمي منهم، ذهب لمقابلة أمين عام الحزب حسن نصر الله، للاستفسار عن الظروف التي توفي فيها أبناؤهم، ومعرفة مصير المفقودين الذين قيل إنهم سقطوا أسرى بأيدي مقاتلي الجيش السوري الحر، إلا أن حسن نصر الله رفض مقابلتهم بحجة انشغاله في مناسبة أخرى، وطالبهم بعض قيادات الحزب بضرورة أخذ موعد مسبق.
وفي سياق ذي صلة، تواصلت خسائر الحزب جراء تورطه في سورية، حيث نعى أمس 8 عناصر جديدة بينهم قيادي هو حسن إبراهيم حرب الملقب بـ ثائر وجثته ما تزال بقبضة الثوار، إضافة إلى محمد علي كعور من بلدة بليدا الجنوبية، ومحمد رشيد أمهر من بلدة نبحة البقاعية، وبسام فاعور من بلدة الخيام الجنوبية، وعلي عدنان من بلدة مقنة البقاعية، ومحمد طليس من بلدة الجمالية، ومهدي علي جمعة من بلدة علي النهري. ومهدي حسن الموسوي من بلدة النبي شيت، ومحمد علي أكرم الحسيني من بلدة شمسطار. وأفادت مصادر بأن معظم القتلى الذين نعاهم الحزب مؤخراً لا تزال جثثهم بقبضة الثوار.
في سياقٍ منفصل، أفرجت السلطات الأمنية أمس عن 4 موقوفين بحوادث طرابلس الأخيرة كانوا في سجن القبة، وذلك تنفيذا لوعود وزير العدل أشرف ريفي الذي قال في تصريحات صحفية أول من أمس إن الأجهزة الأمنية تواصل التحقيق مع كامل الموقوفين، وإن من لم تثبت إدانتهم سيتم إطلاق سراحهم على الفور.