كن على ثقة أن المحتاج لن يقف عند إشارة المرور، ولن تجده مفترشاً الأرض في ساحة الجامع أو باب المسجد.. ولن تجده عند مداخل المولات والأسواق والمستشفيات ومحطات الوقود!
كثير من هؤلاء الذين تشاهدهم يمدون أيديهم بـعين قوية هم بين فريقين: إما عصابات منظمة - محلية وخارجية -، احترفت المهنة وأصبحت تشكل لها عصب اقتصاد، ولها أذرعتها الممتدة الخاصة بها، وخطورة أعضاء هذا الفريق أنهم قد يرتكبون الجرائم وقد يتقمصون، وقد يتظاهرون بالإعاقة.. وإما أن هؤلاء - وهذا الفريق الثاني - عائلات أو أفراد يعملون دون تنظيم أوتخطيط، عملهم عشوائي أو موسمي، لكن ليست لهم خطورة وضررهم أقل من الفريق الأول..
يروي لي أحد الأصدقاء في مدينة الرياض قصة عجيبة.. يقول: لدي محل حلويات واجهته زجاجية عند أحد التقاطعات، أثناء جلوسي في المحل اكتشفت قدوم سيارة عائلية فان تقوم بإنزال عدد من النساء والأطفال.. وبمجرد نزولهم ينتشرون بشكل مخطط، النساء يقفن عند الإشارات الأربع، بعض الأطفال يتجولون بين السيارات المتوقفة عند الإشارة. بعضهم يقوم بمسح زجاج السيارات استدراراً للعطف، وحينما يؤذن المؤذن ينطلق هؤلاء نحو الجامع المقابل للإشارة.. ويتمركزون أيضاً بشكل مرتب مسبقاً.. وعند انتهاء الصلاة يعودون لمواقعهم، وفي ساعة محددة تأتي السيارة نفسها، وتقف في المكان نفسه، وتأخذهم، إلى أين.. لا أدري!
الطريف في الموضوع - يقول صاحبنا - إننا اعتدنا يوميا قدوم طفلة من ضمن المجموعة وتدخل للمحل وتشتري أغلى أنواع الحلوى الموجودة، وفي كل مرة أصادفها أسألها كم جمعت اليوم؟ فترد عليّ ببقية من براءة الأطفال لتذكر لي أرقاما فلكية!
في المرة القادمة عزيزي القارئ عندما تصادف هؤلاء عند إشارة المرور قوّي قلبك - كما تقول الدعاية التلفزيونية - ولا تدفع لهم شيئا.. ابحث عن بيوت الفقراء إن كنت تبحث عن الخير؛ فالفقراء لن تجدهم عند إشارات المرور!