بعض الأعمال تُعرف الأشخاص أكثر من الأسماء، وبعض الأشخاص يعرفه الناس حتى لو قل ظهوره، ويحفظون شكله ورسمه وصوته أكثر من اسمه أحياناً.. وخالد التويجري اسم يدل على واحد حتى لو تعدد حاملوه.
خالد بن عبدالعزيز التويجري، نادر الظهور، قليل الكلام؛ لكنه من أكثر الشخصيات المثيرة حتى لو حضر بـتغريدة لا تتجاوز 140 حرفاً، ولا أحد يجهل أن خالد التويجري ذا الـ 54 عاماً هو السكرتير الوحيد الذي يحفظ اسمه كل سعودي.. والسكرتير الوحيد الذي يبحث عن قضايا الوطن ومشاكل الناس ليضعها على طاولة المسؤول، بينما غيره من موظفي السكرتارية يفكر أنه الحاجب بين الناس والمسؤول، وأن من صميم عمله عزل المسؤول عن الناس.
من الذي لا يعرف من هو سكرتير الملك؟ من الذي لا يعرف خالد التويجري.. ابن الأديب والمسؤول الشيخ عبدالعزيز التويجري؟
ليس المال فقط الذي يورث.. بل حتى حب المسؤولية يورث، فهذا خالد التويجري ورث عن والده نائب رئيس الحرس الوطني حب المسؤولية والإخلاص في العمل بلا فلاشات وبلا حوارات تلفزيونية وبلا دعايات مجانية أو مدفوعة الثمن.
لم يكن خالد سكرتيراً خاصاً للملك فقط بالوراثة، بل بمسيرة حياته العملية التي بدأها من الحرس الوطني حيث عمل باحثاً قانونياً في المرتبة السابعة، ثم تدرج في الترقيات حتى وصل إلى وظيفة مستشار قانوني، ثم انتقل إلى العمل في مكتب الحرس الوطني في الولايات المتحدة الأميركية، بعدها عاد في عام 1410 إلى الوطن وعمل في ديوان ولي العهد بوظيفة نائب رئيس مركز الدراسات المتخصصة، واختير بعدها للعمل مستشاراً وسكرتيراً لولي العهد في ذاك الوقت، وترقى إلى منصب نائب رئيس ديوان ولي العهد والسكرتير الخاص، ثم صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسا للديوان الملكي وسكرتيرا خاصا لخادم الحرمين الشريفين، وكذلك عين أمينا عاما لهيئة البيعة، وفي عام 1430 عين مشرفا على الحرس الملكي ورئيس اللجنة الدائمة به، ثم صدر أمر ملكي بدمج رئاسة مجلس الوزراء مع الديوان الملكي، وتعيين خالد التويجري رئيساً لها بمرتبة وزير، إضافة إلى كونه سكرتيراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ثم عين كذلك رئيساً للحرس الملكي، ومع كل تلك المسيرة العملية كان له قلمٌ حاضر في الصحافة، وقبل كل ذلك هو حاصل على بكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، وحاصل على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا في أميركا، والماجستير في التشريع الجنائي الإسلامي من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
حين دخل خالد التويجري وسائل التواصل الاجتماعي كان أسرع من كل وكالات الأنباء ووسائل الإعلام في نشر قرارات ملكية تاريخية حلت قضايا شائكة، ولم تكن العيون تغفل عن حسابه على تويتر، لأن تغريدة منه ستتحول إلى خبر هو الأكثر قراءة وتعليقاً على الصفحات الإخبارية.