الطائف: فواز الغامدي

بعد توقف دام ثلاث سنوات عاد مسلسل باب الحارة من جديد في جزئه السادس، بصدمة لمتابعيه، وبتنا نسمع الكثير من الانتقادات من المشاهدين.
وشهد المسلسل كثيرا من الأخطاء والتناقضات في الرؤية الإخراجية، مقارنة بالأجزاء السابقة، وربما السبب أن قراءة المخرج للعمل لم تكن بالشكل المطلوب الذي أراده الكاتب، وربما وفاة عدد من نجوم العمل، واعتذار البعض الآخر سبب تلك الفجوة في الإخراج.
ومن أبرز تلك الانتقادات، دخول شخصيات جديدة للمسلسل دون مقدمات أو تمهيد مثل أبو ظافر، الذي يلعب دوره الفنان أيمن زيدان، وشخصية الواوي التي يقوم بها الفنان مصطفى الخاني، الذي كان يقوم بدور النمس في الجزء الرابع والخامس من العمل، إضافة إلى تغير بعض الممثلين.
وقد يكون التغيير شبه الكامل في الطاقم النسائي، إضافة إلى غياب شخصيات مثل أبو بشير الفران، التي كان يقوم بدورها الفنان حسن دكاك رحمه الله، وأيضا شخصية أبو حاتم التي كان يؤديها الفنان وفيق الزعيم رحمة الله، الذي يقدمها في هذا الجزء ممثل آخر، وهو الفنان سليم صبري.
وكان عدم إتقان اللهجة السورية القديمة التي كانت سائدة فترة الاحتلال الفرنسي لسورية، معضلة أمام بعض الممثلات، فقد لاحظنا تكلفا في كثير من عباراتها، ولم تنجح في إتقان تلك اللكنة القديمة سوى الفنانة هدى شعراوي، التي تقوم بدور الداية أم زكي، وقد شاركت في جميع أجزاء المسلسل.
أيضا ظهر الكثير من التناقضات في الأحداث، فمثلا سعاد ابنة عصام، وحاتم الصغير، أصبحا أكبر بالعمر عدة سنوات، ويبدو فارق العمر بينهما واضحا رغم ولادتهما في نفس الفترة في الجزء الخامس، كما أن خيرية زوجة معتز لا تزال حاملا من الجزء الخامس، ولم تلد إلا في الحلقات الأولى من الجزء السادس.
كما أن هناك فجوة في عودة الشباب للحارة، وغياب معتز فقط، ودخوله خلسة إليها رغم أن عصام، وبشير وبقية شباب الحارة خرجوا معه في الجزء الماضي لتحرير والده، وإخراجه من السجن.
قد يكون من المبكر إصدار الحكم على المسلسل، خاصة أن مع عودة أبو عصام، ومحاولة أبو ظافر للفوز بزعامة الحارة سيتغير مجرى الأحداث كثيرا، وسيتضح السياق العام بالنسبة للتتابع الدرامي للأحداث.