كنا نحتاج إلى البرنامج اليوتيوبي لقيمات، ولم نكن نحتاجه.
كنا نحتاج إليه ليكشف لنا عن تفاصيل السخف، ومظاهر الارتجال، وعدم احترام المشاهد، وغير ذلك مما تتسم به المسلسلات الخليجية والمحلية.
ولم نكن نحتاج إليه؛ لأننا – بالإجماع – بتنا نعرف إلى أي درجةٍ سفلى وصلت هذه المسلسلات، لكننا نريد تجميع الأدلة، كيلا يبقى بيننا متعاطف مع الغثاء المسمى دراما خليجية أو سعودية.
لقيمات، قاس جدا، ويستخدم أكثر الألفاظ حدة في وصف الأخطاء، وأكثرها سخرية في السخرية من الذبّات السامجة والمكررة، إلا أن تلك الحدة مبررة عند النظر إلى هبوط المستوى الفني إلى درجاتٍ لم تكن لتخطر على بال أحد من متتبعي تاريخ الدراما الخليجية، والعارفين بجدية رموزها الأوائل، واحترامهم لفنهم، وأنفسهم، ومشاهديهم.
لقيمات، حين يتكئ باستمرار على عبادي الجوهر، وما يمكن تسميته بـثيمة: هههاهاههه، في قالوا ترى، فإنه يقارن ـ رمزيا ـ بين: ما كان، وما هو كائن، وكأنّه يجعل من عبادي بوصفه رمزاً لفنٍ راق صار جزءا من التاريخ، يسخر من حاضرٍ عاجز عن الإفادة من الإمكانيات الهائلة، والتطور التقني الذي وقع في أيادي السطحيين، وتجار الفضائيات، ممن امتهنوا الفن، من الامتهان، وامتهنوه من المهنة، دون أن يكونوا له، أو يكون لهم.
القسوة اللفظية في لقيمات، قد تحيد به عن الموضوعية، إلى التحامل، لكن تكرار أي مشهد يصلخه لقيمات، يجعل المشاهد يقول: يستاهلون أكثر، لأن الإمعان في: السطحية، والسخف، والارتجال، والإهمال، والتكرار، والنمطية، والغباء، مستفز إلى حد التحامل، وعدم إيجاد الأعذار.
لهذا كله، نحتاج أكثر من لقيمات، وفي أكثر من مجال.. فكم نشعر بالجوع النقدي، أمام الاستخفاف بعقولنا ووعينا وذوائقنا!