أكد العلماء عبر 'مؤسسة آل البيت' في رسالتهم المفتوحة إلى تنظيم داعش، أن 'الأصل في الإسلام أن من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله لا يجوز تكفيره'

مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، التي تتخذ من العاصمة الأردنية مركزا لها؛ إحدى أهم المؤسسات العالمية المرموقة التي تعمل جاهدة لخدمة الإسلام، والإنسانية جمعاء.. من مهامها: التعريف بالدين والفكر الإسلامي، وتصحيح المفاهيم والأفكار غير السليمة عن الإسلام، وإبراز العطاء الفكري الإسلامي وأثره في الحضارة الإسلامية.. المؤسسة قادت مشكورة قبل أيام معدودة مهمة تحرير رسالة مفتوحة وجهها 126 عالما ومفكرا إسلاميا من مختلف دول العالم إلى المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي. الرسالة وإن كان قد تم توجيهها إلى الملقب بـأبوبكر البغدادي، وإلى جميع المقاتلين معه؛ إلا أنها تضمنت جملة من التصويبات الهامة لكثير من الأفكار الداعشية، والتي يناصرها سرا ـ وللأسف ـ كثير من المندسين بيننا.
العلماء والمفكرون ومن خلال 24 محورا أكدوا على أن النصوص الشرعية بينت أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ كتب على نفسه الرحمة، وبالتالي لا يجوز المساواة بين السيف والغضب والرحمة، كما فصلوا في رسالتهم الرصينة آراءهم السديدة، وفندوا من خلالها الفكر الداعشي، وأكدوا أن من المستحيل أن يكون إرساله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منوطا ببعثه بالسيف، لأن ذلك يجعل (خطأ) السيف بمستوى الرحمة الإلهية. كما ذكروا أن جميع ما جاء في القرآن حق، وكل ما في الحديث الصحيح وحي، فلا يجوز أن يؤخذ البعض، ويترك البعض الآخر، وبالتالي فلا بد من بذل الجهد في التوفيق بين النصوص قدر المستطاع، أو أن يكون هناك سبب واضح لترجيح أمر على أمر.
العلماء لفتوا النظر إلى أن معظم الناس الذين أسلموا عبر التاريخ أسلموا بالدعوة الحسنة مصداقا لقوله الحق سبحانه: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وأشاروا إلى أن هناك دولا كبيرة أسلمت نتيجة للدعوة، وبدون فتوحات، مثل إندونيسيا، وماليزيا، وأفريقيا الغربية، والشرقية.
أشار العلماء إلى شدة حرمة قتل النفس بصفته من أكبر الموبقات لقوله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا}، ونقلوا الإجماع على أن الأصل في الإسلام أن من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله لا يجوز تكفيره، موضحين أن التكفير من أخطر المسائل، لأن فيه استحلالا لدماء المسلمين وحياتهم، وانتهاكا لحرمتهم وأموالهم وحقوقهم لقوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا، فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}، كما شددوا على عدم جواز الخروج على الحاكم إلا بكفر بواح، أي بكفر اعترف هو به صراحة مما انعقد على إجماع المسلمين على التكفير به، أو بمنعه إقامة الصلاة، وأكدوا وبكل وضوح على أن كلمة الجهاد مصطلح إسلامي لا يصح أن يستعمل ضد أي مسلم، وهذا أصل وأساس، مشيرين إلى أن الجهاد مشروط بالإذن، وأن الجهاد في الإسلام نوعان: الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس، والجهاد الأصغر وهو الجهاد ضد العدو، وأن الجهاد بدون سبب مشروع، وغاية مشروعة، ومن غير أسلوب مشروع، ومن دون نية مشروعة ليس جهادا، بل هو حرابة وإجرام، لافتين النظر إلى أنه (ربما يأتي وضع معين على المسلمين لا يُستلزم فيه قتال، ولا يجب فيه جهاد).
دعوة:
اللهم يا كريم يسر على الحجيج حجهم، ووفق القائمين على خدمتهم.