أحداث كثيرة تدور هذا الأسبوع في الرياضة السعودية تحتاج إلى وقفات لعل أبرزها وأهمها دورة الألعاب الآسيوية التي حتى كتابة هذا المقال أمس السبت لم نحقق فيها أي ميدالية.
في جانب آخر عراك الجمعية العمومية واتحاد القدم لا يزال يواصل ماراثونه نتيجة أخطاء سابقة وأخطاء حالية قد تؤدي بكرة القدم السعودية إلى تدخل خارجي لم نكن نفكر فيه ولم نحسب له حسابا.
مارك بيرس مدرب نجران يلحق بمجموعة المدربين التي غادرت دوري جميل رغم عدم اكتمال الجولة السادسة من أصل (26) جولة وهي نتيجة طبيعية للكوارث المادية التي تعيشها الأندية الكبيرة والصغيرة وسوف تؤثر حتما على مسيرة كرة القدم السعودية إن لم يتم حل الموضوع بشكل حاسم.
أيضا ترشيح السيد بلاتر نفسه لفترة رئاسية خامسة للاتحاد الدولي لكرة القدم وهو ابن الـ 78 عاما ما يعني أننا نتحدث في رياضتنا عن أشياء غير صحيحة من حيث استمرار العمل الرياضي وتحديد أعمار الأعضاء والمسؤولين.
لقد سلبت الأحداث الكروية الداخلية الاهتمام بدورة الألعاب الآسيوية المقامة في إنشون وتوالي خروج الفرق السعودية دون حتى ردة فعل من جانب الإعلام نظرا لانشغاله بكرة القدم المحلية ومشاكلها وتناقضاتها، وعدم تحقيق ميدالية (ترفع الرأس) حتى ظهر أمس السبت، أي بعد مرور أسبوع على افتتاح الدورة، جعل البعض لا يلقي بالا لهذه البطولة المهمة جدا.
بكل بساطة أقول إن الرياضة السعودية إن أرادت أن تكون موجودة في المحافل الدولية وهذا أمر مهم جدا لدولة بترولية كبيرة ودولة قيادية محترمة ودولة مؤثرة في القرار الدولي اقتصاديا وسياسيا، فإن الهم الرياضي يجب أن يكون هما وطنيا عاما شاملا تساهم فيه كل وزارات الدولة، أما كما يحدث الآن من ميزانيات ضعيفة واتحادات مديونة وتعيش على الكفاف وعدم وجود خبرات رياضية كبيرة محلية ودولية فإن أكبر ما يمكن أن تقدمه هذه الاتحادات هو المشاركة فقط وتحقيق ميداليات لا ترتقي لطموحاتنا.
أما بالنسبة لما يحدث بين الجمعية العمومية واتحاد كرة القدم فهو أمر غير صحي وليس له علاقة بالديمقراطية والشفافية التي ننشدها في الكرة السعودية، ولأنني أعرف بواطن الأمور التي لا أستطيع ذكرها الآن أقول إن ما يحدث هو نتيجة لأخطاء حدثت قبل الانتخابات وأخطاء بعد الانتخابات بسبب الجهل بأنظمة ولوائح كرة القدم، ولا زلت عند مبادرتي التي أعلنتها سابقا بالتدخل لحل القضية بين الجانبين من خلال النظام واللائحة وبدون (ديلويت) وغيرها ممن ليس لهم علاقة بأنظمة كرة القدم.
أما ما يحدث في نادي نجران فهو أمر طبيعي لتراكم الديون وعدم قدرة الأندية عموما على الإيفاء بمتطلبات المرحلة، ولكي تنحل الأزمات المالية لابد أن تدفع المبالغ المستحقة للأندية في وقتها للوفاء بجزء من التزاماتها ثم إعادة النظر في عملية الاحتراف برمتها.
أخير ترشيح بلاتر لنفسه بعد طلب من مجموعة من الاتحادات الوطنية له يؤكد أن الخبرات الكروية لا يجب التفريط فيها مهما بلغت من العمر، ولكن وضعنا يختلف تماما فلدينا خصوصية لا مثيل لها، فالخبرات مهجورة بل ومنسية وبعضهم قد لا يسمح له بدخول ملعب كرة قدم إلا بشراء تذكرة!!