يبدو أن الأمة العربية منذ القدم ابتليت بظهور أحزاب وجماعات تدعي الإسلام وتظهر التشدد في تعاليمه، بينما حقيقة الأمر غلو ديني ولد نزعة الانتقام من المجتمع، تمخض عنه ظهور فصيل متشنج ناقم على كل من حوله إلا من سار على خطاه، والعقود الأخيرة شهدت تشكل عديد من الفئات التي لم تقدم للعالم الإسلامي شيئا يذكر، بل الحقيقة أنها أضرته كثيرا وضربته في الخاصرة، وجلبت للمسلم تهمة الإرهاب؛ جراء ما عرفه غير المسلمين عنهم وما شاهدوه من تفجير وقتل للآمنين.
ومهما تغيرت المسميات وارتبطت بالدين يظل النهج والفكر ثابت لا يتغير، وعلى أي حال ارتباط الشعار بالدين هدفه كسب أكبر عدد من المناصرين، ومن التنظيمات التي برزت في الساحة مؤخرا مستغلة ما تمر به المنطقة العربية من صراعات، تنظيم ما سمي بـالدولة الإسلامية في العراق والشام والذي عرف اختصارا بـداعش، والواقع أن الحديث عن هذا التنظيم كثر وتشعب، لكن في نهاية المطاف، سواء أكان صنيعة استخبارات أجنبية أو أنه امتداد لتنظيم القاعدة، أو أن داعش قد شكلت نفسها بنفسها، ما نراه على أرض الواقع من أفعال، يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الفكر الذي ينتمي إليه أفراد الحزب لا يختلف عما سبقه من أحزاب اتخذت القتل والعنف نهجا ومطية للوصول إلى أهدافها الواهية.
لقد تابعت وغيري الكثير من مجريات الأحداث المتوالية في العراق، ومما لاحظته أن داعش أُعطيت أكبر من حجمها؛ والسبب هو اندماجهم بطريقة أو بأخرى مع حركة الشعب العراقي ضد حكومة المالكي التي مارست نوعا من الطائفية والإقصاء تجاه طوائف المجتمع المختلفة،
وما أظنه أن داعش سوف تزيد الوضع العراقي بلة، وسوف يدفع المواطنون ثمنا غاليا، مضافا إلى معاناة طويلة سئم الناس هناك تعاقب فصولها، فتاريخ مثل هذه الحركة الداعشية يجلب إلى الأذهان الحرب والدمار، وخراب الأوطان.