بورتو سيجورو: أ ف ب

في البرازيل يحبون مكعبات الثلج، ويضعونها دوما في المشروبات الغازية. لكن اليوم سيقف في وجههم مكعب ثلج تحول إلى جبل جليدي هو مانويل نوير حارس ألمانيا الخارق. احتفل نوير بمباراته الدولية الـ50 على ملعب ماراكانا الجمعة الماضي ضد فرنسا (1- صفر)، وذلك بعد تلقيه 3 أهداف في 5 مباريات ضمن الحدث العالمي وقيامه بعدة صدات بارعة.
لم يهدد مرماه في مباراة البرتغال (4- صفر)، ثم عانى أمام غانا (2-2) ولعب دور الليبيرو في مواجهة الجزائر الصعبة في الدور الثاني (2-1 بعد التمديد)، ليعيد التذكير بالقيصر فرانتس بكنباور، وفي آخر محطة له وقف في وجه كريم بنزيمة في الوقت القاتل، حارما الفرنسيين من معادلة النتيجة. يبقى مانو جليديا في المرمى برغم حماوة الهجمات التي قد يواجهها، ويحافظ على قوة ذهنية تترافق مع بنية جسدية أشبه باللاعبين الإسكندنافيين.
ويلفت ابن الـ28 الأنظار في كل مباراة، على غرار المكسيكي جييرمو أوتشوا خلال مواجهة البرازيل عندما صد كرة نيمار التعجيزية.
لكن نوير يستمر على رأس نخبة الحراس، بعد نزول الإسباني كاسياس عن عرشه ورحيل البرازيلي جوليو سيزار إلى تورونتو، فلم يبق له غير المخضرمين الإيطالي جيجي بوفون، والتشيكي بيتر تشيكن كمنافسين بيد أن الأول ترك المونديال من دوره الأول والثاني لم يتأهل.
عندما ولج هذا الشاب الساحة الكروية الدولية، تبين بسرعة أن بانتظاره مستقبلا مشرقا. وفيما يخص مواصفات حراسة المرمى الحديثة يعد نوير، الذي يشارك في اللعب، بالنموذج المثالي. فهو يتميز بردود فعله المدهشة وهيمنته المبهرة على منطقة العمليات لكن قدرته على القيام برميات طويلة ودقيقة صوب المهاجمين تجعل منه حارسا فريدا. وبالتالي يمكن لهذا الحارس الدولي الذي يدافع عن ألوان نادي بايرن ميونيخ، في أي وقت، وقد منح سرعة أكبر لهجمات فريقه المرتدة. بدأ ابن مدينة جيلسنكيرشن في الخامسة من العمر ممارسة كرة القدم في نادي شالكه واحتفل في سن الـ15 بظهوره الأول في البوندسليجا قبل أن يفرض نفسه بعد وقت قصير حارسا أساسيا للأزرق الملكي. وفي صيف عام 2011 استجاب نوير لنداء العملاق البافاري وتمكن خلال المواسم التالية من المساهمة في التتويج بلقبي دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية إلى جانب عدد من الألقاب المحلية.
ولفت نوير الأنظار على الصعيد الدولي للمرة الأولى عام 2009 عندما تمكن من التتويج بالبطولة الأوروبية مع منتخب تحت 21 سنة. وبعد مرور سنة واحدة تولى الدفاع عن شباك فريق المدرب لوف خلال نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 بعد إصابة الحارس الأساسي وقتها رينيه أدلر. عرف هذا الحارس الأمين كيفية استغلال فرصه كما ينبغي ليصبح منذئذ وبدون منازع الحارس الأول للفريق المتوج باللقب العالمي في 3 مناسبات.
عام 2011 توج أفضل لاعب في ألمانيا وبحال تخطيه البرازيل في نصف النهائي، لن يكون بعيدا عن إحراز جائزة أفضل حارس في النهائيات في ظل منافسة مع الكوستاريكي كيلور نافاس، والمكسيكي جييرمو أوتشوا وغيرهما من الحراس الذين تألقوا حتى الآن.