يعد مسجد الغمامة الواقع في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، ويبعد عن باب السلام للحرم النبوي بمسافة نصف كيلو متر، أهم المساجد التاريخية التي يحرص الزوار على الوقوف أمامها ومشاهدة بنائه وأركانه، إذ لايكاد زائر للمدينة المنورة أن يغادرها إلا بعد زيارة هذا المسجد التاريخي.
وبالرغم من مجاورته لمسجد أبو بكر وعدد من المساجد التاريخية إلا أن مسجد الغمامة يظل أحد المساجد التاريخية في المنطقة المركزية التي يحرص الزوار على رؤيته، والتقاط الصور عنده بعد الانتهاء من الصلوات المفروضة، في حين يتمكن عدد من الصلاة فيه بالساحة الخارجية الموازية لبوابة المسجد لإغلاقه في بعض الأوقات لأداء المصلين الصلوات في المسجد النبوي الشريف.
ويعد المسجد من المواضع التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة العيد والاستسقاء، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى غيمة حجبت الشمس عن النبي أثناء صلاته مع المسلمين.
وبني المسجد في ولاية عمر بن عبدالعزيز - رضي الله عنه - على المدينة، واستمرت الخلافات المتتابعة في تجديده وتطويره حتى العهد السعودي الزاهر والذي أعاد ترميمه في الثمانينات الهجرية.
والمسجد مستطيل الشكل، يتكون من جزأين، المدخل، وصالة الصلاة. أما المدخل فهو مستطيل طوله 26 مترا، وعرضه 4 أمتار، وسقف بخمس قباب كروية، محمولة على عقود مدببة، أعلاها القبة الوسطى التي تنتصب فوق مدخل المسجد الخارجي، وهذه القباب أقل ارتفاعاً من القباب الست التي تشكل سقف الصالة. ويطل المدخل من الجهة الشمالية على الشارع عن طريق عقود مدببة.
أما صالة الصلاة فيبلغ طولها 30 متراً، وعرضها 15 متراً، وقسمت إلى رواقين، وسقفت بست قباب في صفين متوازيين، أكبرها قبة المحراب، وفي جدار الصالة الشرقي نافذتان مستطيلتان تعلو كل واحدة نافذتان صغيرتان فوقهما نافذة ثالثة مستديرة، ومثل ذلك في جدار الصالة الغربي.
ويتوسط المحراب جدار الصالة الجنوبي، وعن يمين المحراب منبر رخامي له 9 درجات تعلوه قبة مخروطية الشكل، وبابه من الخشب المزخرف عليه كتابات عثمانية.
أما المئذنة فهي في الركن الشمالي الغربي، وجسمها السفلي مربع بارتفاع حائط المسجد، ثم يتحول إلى مثمن، وينتهي بشرفة لها درابزين من الخشب، ويعلوها جسم أسطواني به باب للخروج إلى الشرفة المذكورة، وتنتهي المئذنة بقبة منخفضة مشكلة بهيئة فصوص، يعلوها فانوس، ويتوجها هلال.
من جانبه، قال المؤرخ الدكتور تنيضب الفايدي إنه توجد عدة مساجد بالمدينة المنورة ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيها، وكان الصحابة - رضي الله عنهم - يحرصون أشد الحرص على الصلاة في المكان الذي صلى فيه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. ويضيف الفايدي: ومن بعده كان الصحابي الجليل عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما -، يصلي في كل مكان صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هذه المساجد مسجد الغمامة.