يحتل السعوديون كتابة وتمثيلا وإخراجا أكثر الأعمال الرمضانية التي تبثها القنوات الفضائية الخاصة التي تقدم أعمالا فنية لا تقارن بما يقدمه التلفزيون السعودي، ورغم أن كثيرا من الأعمال بدأت من التلفزيون السعودي، إلا أن القنوات الخاصة تلقفتها بعروض يسيل لها اللعاب، بينما بقي البيت الكبير خاويا.
كنا قبل هيئة الإذاعة والتلفزيون نلتمس العذر لقنواتنا السعودية بحكم أنها تتبع لقطاع رسمي، ومعروف أن البيروقراطية في القطاعات الحكومية تفسد العمل، وتحد من الإبداع في كثير من الأحيان، ولكن بعد أن أصبحت الهيئة شيئا مذكورا لم نلمس أي جديد في قنواتنا المبجلة، فالبرامج كما هي، والتكرار سيد الموقف.
هيئة التلفزيون التي استقبلت شهر رمضان لهذا العام بإطلاق الهويات الجديدة لجميع القنوات التلفزيونية اهتمت بالشكل، ولم تلتفت إلى المضمون، والدليل أنها أخذت تبحث في أرشيفها العتيق لتعيد بعض برامجها أطلقت قبل أكثر من 20 عاما.
دعونا نتحدث عن برنامج سباق المشاهدين الذي أطلقه التلفزيون في منتصف التسعينات الميلادية، وعلى مدى عقدين من الزمن والبرنامج يوقف عاما ويعاد آخر، ولأن التلفزيون عاجز عن إيجاد بديل له، لم يعد أمام القائمين على القناة الأولى سوى تكرار إعادته كلما دعت الحاجة إليه.
لا أنكر أن سباق المشاهدين كان ناجحا في سنواته الأولى، ومحل متابعة من جميع دول العالم، ولكن اليوم وفي خضم التنافس الشديد، أعتقد أن إعادة البرنامج ليست إلا ضربا من الفشل، وعجزا واضحا عن تقديم البديل.
يظهر لي والله أعلم أن هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي لا تستطيع الخروج من عباءة الوزارة، ويظهر لي أيضا من تصريح رئيس الهيئة عبدالرحمن الهزاع الذي قال فيه: لا يهمني كلام المنتقدين وترهاتهم، لأنهم سيوأدون في مهدهم.. ويا جبل ما يهزك ريح أن المسؤولين في الهيئة لا يرغبون في الاستفادة من نقد الجمهور، وتطلعاتهم.
بقي أن أهمس في إذن كل صاحب قرار في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وأقول أعيدوا أبناء التلفزيون إلى بيتهم الأول، استكتبوا الكتاب، واستقطبوا الفنانين، وامنحوا المنتجين فرصا في إنتاج أعمال تجذب المشاهدين من جميع العالم العربي، لا نخفيكم سرا فقد مللنا من أعمال حسن عسيري، التي تكرر في كل عام بنفس الأفكار والوجوه.