عبير خالد

بيننا وبينهم بحر من العلم والمعرفة، بحر تسير فيه السفن بتمكن وسرعة، ونحن تنقصنا أساليب الملاحة المتطورة.
بهذه الكلمات رعت الملكة رانيا في الأردن 19 مايو الماضي، حفل افتتاح منصة عربية، تعليمية، أسمتها إدراك-التعليم لمن يريد، وتُعرف هذه المنصات باللغة الإنجليزية بـموكس.
ويُتوقع أن تشكل هذه المنصة فرصة إثرائية ملهمة ومهمة لكل العرب.
لقد كانت الحاجة ماسة لمثل هذه المبادرة، بعد أن أثبتت الإحصاءات أن العرب أقل الأمم قراءة وثقافة، فإن كان سبب هذا الخواء الفكري الفقر، فالمبادرة غير ربحية، وإن كان السبب المسافة فالمبادرة إلكترونية.
لا يخفى على ذي عقل منا، أن العرب بحاجة إلى برامج توعوية، حكومية، تدعوهم إلى القراءة والمعرفة، لا سيما حين تعرف أن عدد الكتب التي ترجمها العرب منذ عهد الخليفة المأمون حتى اليوم، يساوي عدد الكتب التي تترجمها دولة أوروبية واحدة مثل إسبانيا ـ سنويا ـ وذلك يرفع الستار عن انطواء العرب على ثقافتهم وقلة اطلاعهم.
يُذكر أن مساقات التعلم الإلكترونية الموجودة على الإنترنت ربحية وغير عربية ـ معظمها إنجليزية ـ وكثير من العرب لا يتقنون الإنجليزية، ولعل ذلك حفز الجميع للإيمان بهذه المبادرة، العربية، المجانية، لا سيما وأنها تعمل بالشراكة مع أد إكس، وهي مؤسسة مشتركة بين جامعتي هارفرد، ومعهد ماسشوستس للتكنولوجيا، فكان أحد أوائل داعميها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي.
ندعوكم كعرب ومثقفين إلى التسجيل بالمبادرة العربية الرائعة إدراك، عبر الرابط edraak.org، حيث سبقتنا كل شعوب العالم المتحضرة إلى مثيلاتها من المساقات الثقافية، ولعلي لا أغالي إن قلت إنها ستكون مستقبلا، بإذن الله، موسوعة عربية ضخمة بل الأضخم، التي يقيم فيها المثقفون دوراتهم، ويشرح فيها الأساتذة بحوثهم. إنها منصة علمية راقية ومجانية وتستحق من العرب، كل العرب، التفاعل.