إذا كان موسم الحج بتحدياته وإنجازاته مبهجا ومثار فخر للعرب والمسلمين؛ فإن لمظاهر الاستعداد احتفالية يستمتع الراصد بتفاصيلها، وهناك الكثير لنكتب عنه لا تكفيه المساحة هذه تحايا لضيوف الرحمن، بداية من استشعار فرحة الحاج بقدوم موعد وصوله إلى الأراضي المقدسة، ووصولا إلى الحملات في المدينة المنورة. لها مشاعر لا تصفها الحروف شاهدتها في المدينة تفيض بالطاقة الإيجابية المشعة من ضيوف الرحمن.
فرحة الحاج وتفاعله مع الخدمات المقدمة، وتفاصيل يومياته من التجارب التي تستحق التوثيق والتغطية الإعلامية اللائقة بها بصورة إبداعية أثناء الموسم، لأنها تجربة إنسانية غنية بالمعاني ثرية بتوافر الطاقات الوطنية وتجتمع في مناطق معينة لتبرز الإنجاز الوطني وتبهر العالم في توقيت قياسي.
جديد هذا العام، ولطالما طالبنا به في مواسم حج سابقة ولأول مرة؛ الخدمات الإلكترونية لتوفير خدمات معلوماتية لزوار الحرم المكي ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة. وهي عبارة عن بث إنترنت يقدم حزمة خدمات الاستبيان الإلكتروني لتقييم الخدمات، والدخول على المواقع التي تهم الحاج، ونظام المفقودات، والخرائط الإرشادية، وتفعيل إرسال رسائل توعوية..إلخ، ونتمنى توافر معلومات عن السعودية تخلق فرقا إيجابيا في ذاكرة الحاج الباحث عن المعلومة من مصدرها.
ضيوف الرحمن نستقبلهم بـ22 ألف طبيب في المشاعر المقدسة، وباعتماد خطة الدفاع المدني لمواجهة المخاطر المحتملة، وتستوعب المتغيرات والمشاريع التي طرأت على مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة كالتوسعة والجاهزية بأكثر من 450 مركزا للدفاع المدني مجهزة بالوحدات المتخصصة لحوادث المواد الخطرة وغيرها.
ومن اللافت تحرك فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمكة لمنع الخطباء غير المصرح لهم من الوعظ في الحج، مع التأكيد على اللجان الـ13 العاملة في موسم الحج بمتابعة أعمالها والعناية بتوعية الحجاج والاهتمام بمساجد مكة ومساجد المشاعر المقدسة والمواقيت وإكمال التجهيزات بعرفات ومنى ومزدلفة قبل بداية الموسم، واستقطاب 1000 داعية ومترجم للتوعية الإسلامية بالحج والاستفادة من المتقاعدين منهم، والاستعانة بالمترجمين لمرافقة الدعاة للتواصل مع الحجاج غير العرب، بالتعاقد مع المترجمين المتميزين ممن يدرسون في جامعات المملكة وبأكثر من 20 لغة للترجمة المباشرة، و13 لغة للبرامج الإعلامية، و8 لغات للهاتف الآلي، و32 لغة للمطبوعات، ومن المعلومات الطريفة تداول عملات نحو 40 دولة في سوق صرافة مكة، وجميع الجهود سنوية متميزة واستثنائية، وتحمل زخما يتجدد ولا يعكسها الإعلام الحكومي ولا الخاص.
وددت لو أن المساحة تتسع للمزيد. والعتب على قصور التوعية بالحملة التي لم يتم إبرازها الحج الصحيح يبدأ بالتصريح للتوعية بتبعات مخالفة الأنظمة وتوضيح العقوبة للمقيمين، وهي الترحيل ومنع دخولهم الأراضي السعودية 10 سنوات، وسجن وغرامات مالية على المواطنين المخالفين.
نتمنى أن يتقبل الله من الحجاج، وأن تكون تجربتهم ميسرة وممتعة.