جدة: أحمد ردة

أطلق 'الأندية الموسمية' لاستثمار أوقات الطلاب بأساليب تعتمد على التعليم بـ'الهوايات'

أكد وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، أن مقتضيات العصر وما تستلزمه من تواصل الشباب مع العالم الخارجي عبر وسائل الإعلام في ظل الانبثاق المعرفي والتقني، جعل التربية والتعليم أمام معركة حقيقية ومهمة صعبة، ضيقت علينا الخيارات، فإما أن نسلم زمام الأمور لهذه الوسائل ونرضى بالنتائج أيا كانت، وإما أن نطوعها لخدمتنا باتزان وروية، وهذا يحتاج منا جهدا وإخلاصا ومهارة، وعلى هذا الطرح نؤمن أن الدور التربوي للوزارة لا يقتصر على الاهتمام بالطلبة خلال العام الدراسي وحسب، بل يمتد إلى الإسهام في رعايتهم إلى ما بعد العام الدراسي، وهذا بعد آخر ترمي إليه الوزارة من وراء إنشاء الأندية الموسمية وأندية الحي، وتسعى جاهدة لتحقيقه.
جاء ذلك في كلمة سموه عقب إطلاقه مساء أمس الأندية الموسمية، في مجمع الأمير سلطان التعليمي القسم المتوسط بمحافظة جدة، بحضور عدد من المسؤولين والقيادات التربوية.
ويبلغ عدد الأندية المقامة في المدارس 720 نادياً، تهدف الوزارة من إقامتها إلى تعزيز القيم التربوية واستثمار أوقات الطلاب والطالبات أثناء إجازة نهاية العام الدراسي، من خلال أنشطة وفعاليات متنوعة وجاذبة.
وقال الأمير خالد الفيصل: بادئ ذي بدء نبارك لأبنائنا الطلبة حصادهم نهاية هذا العام الدراسي، ونتمنى أن يكون ما حققوه من نجاحات وتميز داعما حقيقيا ودافعا معنويا لأن يواصلوا مسيرة تعليمهم وينهضوا بوطنهم، ويسدوا احتياجات مجتمعهم مهما كان مستوى الاحتياج ونوعه.
كما نشكر كل أم وأب سهروا من أجل أبنائهم، ووقفوا إلى جانبهم في كل ما تستدعيه وتتطلبه منهم العملية التعليمية والتربوية من شراكة فاعلة بين البيت والمدرسة، والتي تظهر جليا في حرص الآباء المتفاني على أبنائهم وبناتهم فترة الاختبارات.
وأضاف سموه قائلا: ودعنا عاما دراسيا، تلقى فيه أبناؤكم مهارات وسلوكيات ومعارف وعلوم منضبطة بزمن، ومرتبطة بنجاح.. وها هم الآن على أبواب فترة زمنية من العام تختلف عن سابقها، يخلدون فيها إلى الراحة والاستجمام بعيدا عن الجو المدرسي المقيد بضوابط المدرسة، وأنتم بدوركم- أيها الآباء والأمهات- تعدون اللحظات بكل شوق ولهفة أكثر من أبنائكم عن متى تبدأ الإجازة الصيفية، لكننا لا نظن أن كثيرا من الآباء والأمهات يقفون متسائلين: كيف يقضي أبناؤنا تلك الإجازة، وأين يقضونها، ومع من يقضونها؟.
واستطرد الوزير قائلا: من هنا انبثقت الفكرة وبدأت دراستها، وأطلقت وزارة التربية والتعليم ما يسمى بالأندية الموسمية وأشرفت عليها كجهة مسؤولة وبيئة حاضنة لهذا البرنامج، الذي يسعى إلى استثمار أوقات الطلاب الحرة بعد نهاية العام الدراسي، بهدف تعزيز خبرتهم المتنوعة وتنمية ذواتهم ومجتمعهم ووطنهم بأساليب تعتمد على التعليم بالهوايات والترويح في بيئة تربوية جاذبة.
وأكد الأمير خالد أن المكسب الحقيقي والكنز الثمين لهذا الوطن هم أبناؤه، وها نحن وقد أنعم الله علينا في هذا البلد بنعم كثيرة إلا أننا في قرارة أنفسنا نرى أن أبناءنا هم الثروة الأثمن التي تعتمد عليها المملكة داخليا وخارجيا، ومن منطلق رفع رايتها خفاقة في كل المحافل الدولية بأيدي أبنائها النجباء، وتلبية وسد احتياجات سوق العمل من خلال ما يتلقونه من تعليم نوعي مدروس ومخطط له.
وعبر سموه في ختام كلمته عن شكره لكل من قام على البرنامج مخططا أو مشرفا أو منفذا، كما شكر كل من ساهم في تدشين وبث حفل مؤتمر الأندية الموسمية عبر الصحافة أو القنوات الفضائية، فحضورهم معنا يعكس حجم وعمق الشراكة بين التربية ووسائل الإعلام التي نطمح من خلالها أن يكون لها الدور الأبرز في نشر مثل هذه البرامج المجتمعية ودعمها.