جرت العادة أن يطالب الإعلام بالتغيير في المناصب القيادية الرياضية من مبدأ تداول السلطة الذي يعزز النزاهة والموضوعية والحياد، وبالتالي يقل الفساد المالي والإداري ويخف الترهل في المنظومة وتبقى الحيوية ورغبة العطاء والعمل متقدة.
لكن ومن خلال اطلاعي الواسع والدقيق على الوضع الرياضي المحلي أعتقد أن هذه الحالة قد لا تكون مناسبة أو حتى صالحة للاستخدام مع حالة رابطة دوري المحترفين ورئيسها محمد النويصر.
لقد قرأت تصريحا لرئيس الرابطة يؤكد تركه مناصب كرة القدم مع مطلع 2015 ولا أعلم صحة التصريح ودقته لأن محمد النويصر هو نائب رئيس الاتحاد السعودي حتى ديسمبر 2016.
إنني أطالب رئيس الرابطة وأحد أهم مؤسسيها بالاستمرار رئيسا لعامين قادمين على الأقل شريطة أن يركز على إصلاح الرابطة من الداخل من حيث الهيكل التنظيمي، ونوعية العاملين واللوائح لأننا لم نعتد في الرياضة السعودية أن يبقى شخص في منصبه أربع سنوات فقط ثم يغادر.
إن ثقافتنا المحلية تربط دائما بين الشخص ومنصبه، فيقال رابطة النويصر، وحكام المهنا، واتحاد عيد، وأولمبية المسحل، وهكذا لأن الغالب أن الشخص يبقى في منصبه سنوات عديدة وأزمنة مديدة سواء نجح أو لم ينجح، وبالتالي تعرف الجهة التي يعمل بها من خلال اسمه.
محمد النويصر قدم عملا كبيرا في تأسيس الرابطة وواجه صعوبات ومشاكل وتعقيدات وبيروقراطيات كادت أن تعصف به وبرابطته لولا أنه تمسك بالهدوء والحوار وتجنب الاصطدام المباشر لكي يضمن استمرار هذا الوليد الجديد (وفق معايير مختلفة) في الرياضة السعودية.
نتفق أو نختلف على أداء الرابطة ولكن حتما وأقولها وأنا أعرف الرابطة منذ أول يوم لتأسيسها وكلامي ليس تنظيرا أو مداعبة لمشاعر معينة بل من واقع المعرفة والتجربة والممارسة إن ما قام به النويصر عمل يستحق الشكر والتقدير ومطالبتي باستمراره عامين قادمين هي لإكمال ترتيب البيت من الداخل وضخ قيادات كروية عملت في الأندية، وتعرف ظروفها وصعوباتها ومشاكلها لأن معظم العاملين في الرابطة لم يعملوا في الأندية بشكل مباشر، وهذا لا شك خلل واضح في أدائها وعملها.
إن النويصر الذي أمضى ست سنوات في الرابطة بين مدير تنفيذي ورئيس هو أكثر شخص يعرف ما سيحدث في حال تركها مع مطلع 2015، مع كامل احترامي وتقديري للموجودين في الرابطة حاليا، ولذلك مسؤوليته كبيرة في البقاء على الأقل سنتين لتطوير أداء الرابطة وهيكلتها ومعاييرها.
وبرغم الفوضى الإدارية والتنظيمية التي تعيشها كرة القدم السعودية منذ فترة، إلا أن الرابطة احتفظت بالحد الأدنى من الانضباط في الأداء والمعايير وفقا لما هو متاح، وحاولت أن تنقذ ما يمكن إنقاذه من خلال الالتزام بمعايير الاتحاد الآسيوي لضمان مشاركة أربعة أندية سعودية في دوري أبطال آسيا، وهنا لا بد من الإشادة بالنويصر وياسر المسحل لما بذلوه من جهود في الاتحاد الآسيوي ومحليا في صمت وبدون شو إعلامي ودون ممارسة دور بطولي وهمي.